أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قصة التفحات الثلاث والسر ورائهن الشاب قاتل الصبية الحقيقي: ” وعندما استفاقت من مرضها وشفيت اشتهت التفاح، فقالت لي إنني أشتهي أن آكل التفاح، لقد بحثت طويلا في الأسواق بالمدينة وفي كل البساتين التي بها، ولكني لم أعثر ولا حتى على تفاحة واحدة على الإطلاق لأشتريها لها وأحقق أمنيتها بأكله؛ وبيوم من الأيام دلني أحد بائعة التفاح بأن بستان بقصر الخليفة ببغداد يوجد به التفاح، حيث أن التفاح لا يتواجد بمثل هذا الوقت إلا بقصر الخليفة القائم بالبصرة، إنني في الأساس يا مولاي من بغداد، لذلك قمت بالسفر لمدينة البصرة وقابلت بستاني القصر، وقمت منه بشراء ثلاثة تفاحات بثلاثة دنانير من الذهب.
وعندما عدت فرحا لزوجتي وقد حملت الثلاثة تفاحات لأجلها، وجدت أن إعياءها قد اشتد بها مجددا، وأن حمة قد أهدت جسدها، أعطيتها التفاحات ولكنها لم تأكل منهن شيئا، تركتهن كما وضعتهن بجانبها.
مكثت بجانبها عشرة أيام حتى تعافت من إعيائها، ومن بعدها ذهبت لمتجري لأعمل، وبينما أنا بالعمل لفت انتباهي عبد أسود يلعب بتفاحة حمراء بيده، هرعت إليه وسألته: “من أين اشتريت هذه التفاحة حتى أشتري مثلها؟!”
فضحك العبد وقال: “إنني كنت في سفر بعيد، وعندما رجعت من سفري ذهبت على الفور إلى حبيبتي فوجدتها مريضة وبجوارها ثلاثة تفاحات، أخبرتني أن زوجها قطع مسافة بعيدة لبلاد البصرة حتى يأتي بهن، وقد اشتراهن بثلاثة دنانير من الذهب فأخذت منهن هذه التفاحة التي بيدي”.
توقف الشاب عن الحديث وأجهش بالبكاء، قاطعه الخليفة قائلا: “أكمل وماذا حدث بعد ذلك؟!”
الشاب واصل حديثه والدموع سجينة في عينيه: “وما إن سمعت كلام العبد حتى اسودت الدنيا بأسرها في عيني، وضاق صدري وامتلأ بالغضب والغل والسواد، أغلقت متجري وهرعت لمنزلي، وما إن وصلت المنزل حتى نظرت للتفاحات الثلاث ولكني لم أجد سوى تفاحتين اثنتين فحسب، فسألت زوجتي عن التفاحة الثالثة، أجابتني قائلة: “لا أدري أين ذهبت”.
بإجابتها هذه تحققت من كل كلمة أخبرني بها العبد الأسود، فانقضضت عليها فقتلتها ووضعتها داخل الصندوق، وألقيت بالصندوق بنهر دجلة حيث وجدتموه.
وعندما رجعت منزلي وجدت ابني الكبير يبكي بحرقة، والغريب أنه لم يكن ليعلم بعد بأمر فقده لأمه، فسألته عن سبب بكائه فأجابني قائلا: “يا أبتي إنني أخذت تفاحة من التفاحات الثلاث التي أحضرتهن لأمي، ونزلت بها للشارع لألعب مع أصدقائي وألهو معهم، ومر عبد أسود فاقتلع التفاحة من بين يدي، وسألني قائلا: “من أين أحضرت هذه التفاحة”، فأجبته بأنك أحضرت ثلاثة تفاحات من البصرة لوالدتي المريضة، وقد اشتريتهن بثلاثة دنانير من الذهب، وتوسلت إليه ليعيد إلي التفاحة غير أنه أبى وأخذها ورحل، وأنا الآن خائف من والدتي لتضربني”
وانهالت دموع غزيرة من عينيه، وأكمل حديثه: “حينها علمت بأن العبد الأسود قد كذب علي، وأنني قتلت زوجتي وابنة عمي ظلما؛ لقد بكيتها بكاءا مريرا حارا، وعندما جاء عمي فسردت له ما حدث، فبكى ابنته أحر البكاء؛ وعندما جاءني خبر إعدام الوزير جعفر كرهت أن يقتل هو الآخر ظلما بسببي، فجئت لتعجل بي حكم الإعدام وتريحني أيها الخليفة”.
فلما سمع الخليفة بقصته أمر قائلا في غضب: “أقسم بالله ألا أقتل غير العبد الخبيث، الذي تسبب بكذبه وخبثه في قتل إنسانة بريئة”.
نظر إلى وزيره جعفر قائلا: “أريدك أن تحضر لي ذلك العبد الخبيث حتى أقتله وأقتص للزوجة البريئة التي قتلت ظلما بسببه، وإن لم تأتني به قتلتك مكانه، أمهك ثلاثة أيام”.
أصاب الوزير جعفر الهم والحزن مجددا، لم يكد لينتهي من المصيبة الأولى التي حلت على رأسه حتى يؤتى مصيبة أخرى مجددا، فمن أين له أن يأتي الخليفة بهذا العبد الخبيث؟!
عاد لمنزله مفوضا أمره لخالقه سبحانه وتعالى راجيا إياه سبحانه أن ينجيه بهذه المرة كما نجاه بالمرة الأولى.
انتهت الأيام الثلاثة وجعفر لم يضع يده على أثر للعبد الأسود، وباليوم الرابع جاءه رسول الخليفة، كان “جعفر” موقنا بأنه ذاهب للخليفة وهو مستعد للموت، لذلك قام يودع أهله ويسلم عليهم واحدا واحدا، وعندما جاء ليحمل ابنته الصغيرة ويقبلها وجد بجيبها تفاحة حمراء، فسألها من أين أحضرت هذه التفاحة؟!
فأجابتها: “لقد اشتريتها من عبدنا ريحان بدينارين”.
فسأل العبد ريحان عن التفاحة، فحكا له قصة الطفل الصغير الذي أخذها من يدي، وقصة والده الذي اشتراها من البصرة، فأيقن “جعفر” أن ريحان هو نفس العبد المطلوب.
فأخذه للخليفة “هارون الرشيد” ليلقى جزائه على ما قدمت يداه.
التوقيع
----------------------------
المصدر: منتديات اسد بابل - asdd.ahladalil.com
ابدااع هنا الاحساس لا يشبع ساجمع لك كلمات الثناء حرفا حرفا وساضع لك اكليل من الزهور ساكتفي برويتي لهذه السمفونية الراقية وسانسحب بهدوء من متصفحك سلمت وسلمت الايادي وتحية بك ولك ب انتظار جديدك بشوق باقات الجوري لروحك النقية كنت هنا اميرة الحب