المنصور بن أبي عامر
القاده العرب الدين حكموا اوربا منهم هدا القائد الدي لم يهزم في مئه معركه
ومات وهوه متجه للزحف على الاوربيين الدين يتفاخرون الان باسلحتهم
وهم في الحقيقه لم يتمكنوا من هزم المسلمين في ايام مضت
عندما كنا امه لم يكن لاحد التطاول على هيبتنا
قصه تستحق القرائهوزير أندلسي
أبو عامر محمد بن أبي عامر (327 - 392 هـ / 938 - 1002 م)، المشهور بلقب الحاجب المنصور حاجب الخلافة والحاكم الفعلي للخلافة الأموية في الأندلس في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله. بدأ محمد بن أبي عامر حياته السياسية وتدرَّج في المناصب منذ عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، وكان على علاقة وطيدة بزوجة الخليفة صبح البشكنجية أم الخليفة هشام المؤيد بالله، والتي كانت وصية على عرش ولدها بعد وفاة زوجها الحكم. عاونت صبح الحاجب المنصور على إقصاء جميع منافسيه، وهو وما أحسن استغلاله لأبعد مدى، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بأن حجر على الخليفة الصبي، وقيّد سلطته هو وأمه. وبتمكُّن الحاجب المنصور من مقاليد الحكم التفت إلى توسع الدولة شمالاً، فحرّك بحملاته العسكرية حدود الممالك المسيحية في الشمال إلى ما وراء نهر دويرة،[2] فبلغت الدولة الأموية في الأندلس أوج قوتها في عهده.
الخليفة الحكم المستنصر بالله في عهده بدأ محمد بن أبي عامر في الظهور.
قام المنصور بتأسيس دولة داخل دولة وعُرفت تلك الدولة باسم الدولة العامرية، وتمثَّلت بفترة حجابته للخليفة المؤيد بالله هو وأبناءه عبد الملك المظفَّر وعبد الرحمن شنجول، وقام بإرساء قواعد الحكم لأبناءه، إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً حيث انتهت سيطرتهم على حكم الأندلس بعد أقل من عقد من الزمن على وفاته، بعد أن ساد الأندلس فترة من الاضطرابات التي نتجت عن التصارع على الخلافة.
ولد أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري.[3] عام 327 هـ في الجزيرة الخضراء في بيت من أعيان تلك المدينة.[4] كان أبوه عبد الله من طلاب العلم المعروفين، وقد مات في رحلة عودته من الحج ودفن في طرابلس.[3] أمه هي بُريهة بنت يحيى بن زكرياء التميمي من أهل بيت من أشراف قرطبة يسمون ببني برطال.[5] جده لأمه يحيى بن إسحاق وزير وطبيب الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله.[6] وجده عبد الملك المعافري كان من الداخلين للأندلس مع طارق بن زياد.[5]
قدم محمد بن أبي عامر إلى قرطبة شابًا لطلب العلم والأدب والحديث، فدرس الأدب على يدي أبي علي البغدادي وأبي بكر بن القوطية، والحديث على يدي أبي بكر بن معاوية القرشي راوي النسائي.[6] ثم بدأ حياته بأن افتتح دكانًا أمام قصر الخليفة يكتب فيه الرسائل والعرائض لأصحاب المصالح، فلفت نظر من في القصر بأسلوب كتابته وبجزالة عباراته.[7]
تدرجه في المناصب
التحق ابن أبي عامر بخدمة الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما رشحه الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي ليكون وكيلاً لعبد الرحمن أول أولاد الخليفة، وهو ما عينه عليه الخليفة بموافقة من أم عبد الرحمن صبح البشكنجية، فعُيّن لذلك في 9 ربيع الأول 356 هـ، ثم ولاّه دار السكة في 13 شوال 356 هـ، ثم ولي خطة المواريث في 7 محرم 358 هـ، فقاضيًا على أشبيلية[8] ولبلة وأعمالهما في 12 ذي الحجة 358 هـ. وبعد وفاة عبد الرحمن صغيرًا، بقي في خدمة أم الخليفة إلى أن أنجبت ولدها الثاني هشام، فأصبح وكيلاً لهشام في 4 رمضان 359 هـ. وفي جمادى الآخرة 361 هـ، جعله الخليفة الحكم على الشرطة الوسطى، ثم أنفذه إلى المغرب في شوال 362 هـ، بأموال كثيرة إلى المغرب لاستمالة زعماء البربر إلى جانب الخلافة، ثم أرسل مرسومه بتوليته قاضيًا لقضاة عدوة المغرب.[9] ثم أسند إليه النظر على الحشم وهو في مرض موته.[10]
في فترة خدمته لصبح البشكنجية، لجأ ابن أبي عامر إلى استمالتها بحُسن خدمتها وإتحافها بالهدايا، والتي كان أشهرها نموذجًا مبهرًا لقصر من الفضة أنفق عليه قدرًا كبيرًا من المال، وأهداه إليها في الفترة التي ولي فيها دار السكة. أثار ذلك عددًا من رجال الدولة الذين رأوا في صعوده في المناصب ما يقلقهم، فسعوا لدى الخليفة يتهمون ابن أبي عامر بالإنفاق من مال السكة، فأمر الخليفة بالتحقق من ذلك، وكان ابن أبي عامر قد أنفق منه بالفعل، فلجأ إلى صديقه الوزير ابن حُدير ليقرضه ما نقص من أموال السكة، فأقرضه ابن حدير من المال ما أتم ابن أبي عامر به ما لديه من عجز.[11]
وفاة الحكم وانفراده بالسلطة
بعد وفاة الخليفة الحكم، كان لدى صقالبة قصر الخلافة خطة تهدف إلى تنحية وليّ العهد الصبي هشام، وتولية عمه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بدلاً منه. وفي سبيلهم لتنفيذ ذلك، استدعى زعماؤهم الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي وأنبؤوه بخبر وفاة الخليفة، ومخططهما بتولية المغيرة. تظاهر المصحفي بموافقتهم، وعمل من جانب آخر على إفشال ذاك المخطط خشية أن يزيد نفوذ الصقالبة في القصر. انصرف المصحفي من القصر، وقرر مع عدد من كبار رجال الدولة وزعماء البربر من بني برزال، ضرورة التحرك السريع لإفشال هذا المخطط، وكان القرار يقتضي قتل المغيرة بن عبد الرحمن نفسه لقطع السبيل أمام مخطط الصقالبة. تولى محمد بن أبي عامر في جماعة من الرجال بتنفيذ ذلك القرار، لينتهي الأمر بقتل مرشح الصقالبة، وتنصيب ولي العهد هشام خلفًا لأبيه.[12]
بعد أن فشل مخطط الصقالبة، دبت الوحشة بين الحاجب المصحفي والصقالبة، الذين بدأوا في كيد المؤامرات ضده، فلجأ جعفر إلى تقسيمهم، فكان نصيب ابن أبي عامر منهم خمسمائة فتى، ولكي يستميلهم، أغدق ابن أبي عامر عليهم وأجزل لهم العطاء، فأحبوه واستقوى هو بهم، ثم ما لبث أن انضم إليه بنو برزال وهم من زعماء البربر وصاروا تحت قيادته، فاشتدّت بهم قوته.[13]
لم تمض أشهر على خلافة المؤيد بالله، حتى هاجمت الممالك المسيحية أراضي المسلمين في الشمال، فأشار ابن أبي عامر على المصحفي بتجهيز جيش لمنازلتهم، وعرض جعفر على أكابر الدولة قيادته فرفضوا، فوجدها ابن أبي عامر فرصة مناسبة ليضم إليه قيادة الجيش، فجهزه المصحفي بمائة ألف دينار لتلك المهمة. وفي 3 رجب 366 هـ، خرج ابن أبي عامر في جيشه مهاجمًا أراضي جليقية، فحاصر حصن الحامة، ثم عاد إلى قرطبة بعد 53 يومًا محملاً بالسبي والغنائم، مما عزز من مكانته داخل الدولة ليعزز أمام الشعب قدراته العسكرية إضافة إلى ما عرفوه من قدراته الإدارية.[14]
بعد عودته إلى قرطبة، بدأ محمد بن أبي عامر في التخطيط لإزاحة الحاجب جعفر المصحفي من طريقه إلى قمة السلطة، فاستغل سوء العلاقات بين جعفر المصحفي وغالب الناصري صاحب مدينة سالم بسبب اتهام جعفر لغالب بالتقصير في الدفاع عن الحدود الشمالية أمام حملة الممالك المسيحية في الشمال على حدود الدولة بعد وفاة الخليفة، كما استغل حسن علاقته بصبح أم الخليفة التي كانت تساعده على إنفاذ ما بدا له من مراسيم باسم الخليفة، وشاعت شائعات بأن حبًّا عظيمًا نشأ بين صبح ومحمد بن أبي عامر،[15] حتى ذهب البعض إلى زواج ابن أبي عامر من أم الخليفة في السر.[16]
وفي يوم الفطر عام 366 هـ، خرج محمد بن أبي عامر في جيشه والتقى جيش غالب في مجريط، ثم افتتحا معًا حصن مولة وغنما فيها الكثير،[17] إلا أن غالبًا تنازل عن مغانمه لابن أبي عامر بل وبعث للخليفة ينبئه بحسن تدبير ابن أبي عامر في تلك الحملة، مما أعلى من أسهم ابن أبي عامر لدى القصر والعامة على حد سواء. ثم أقنع محمد بن أبي عامر حليفته صبح أم الخليفة، باستصدار مرسوم خلافي من ابنها بعزل محمد بن جعفر المصحفي كحاكم لقرطبة، وتولية محمد بن أبي عامر حاكمًا على قرطبة بالإضافة إلى منصبه كقائد لجيش المدينة.[18] لجأ جعفر لوسيلة يوقف بها هذا التحالف بين غريميه غالب وابن أبي عامر، بأن طلب يد أسماء بنت غالب للزواج من ابنه محمد بن جعفر، وهو ما أسرع ابن أبي عامر لإفشاله بأن طلب أسماء لنفسه، وهو ما وافق هوى غالب فأنكحها ابن أبي عامر. وفي صفر 367 هـ، خرج ابن أبي عامر في غزوة جديدة فاجتمع بصهره غالب في طليطلة، وهاجما شلمنقة وعادا سويًا من تلك الحملة إلى قرطبة بالغنائم حيث تم زفاف أسماء إلى ابن أبي عامر من قصر الخلافة، وأصدر الخليفة أمره برفع القائد غالب لرتبة الحجابة بالمشاركة مع الحاجب جعفر المصحفي،[19] وهو ما عدّه جعفر انتقاصًا من سلطته.[20] وفي 13 شعبان 367 هـ، كانت نكبة الخليفة جعفر المصحفي بأن أصدر مرسومه بإقالة الحاجب جعفر المصحفي، وسجنه هو وأبنائه وأقاربه ومصادرة أموالهم. شدد ابن أبي عامر في التنكيل بجعفر المصحفي ونكايته،[21] حتى أنه كان يحمله معه مكبلاً في غزواته، ثم زجه في السجن، فظلّ في محبسه في الزهراء لأعوام إلى أن مات مسمومًا وقيل مخنوقًا في محبسه عام 372 هـ، وأسلم إلى أهله وهو في أقبح صورة.[22]
بعد أن تخلّص ابن أبي عامر من جعفر المصحفي، جعل ابن أبي عامر همّه التخلّص من صهره غالب لينفرد وحده بالسلطة. أدرك غالب ما يضمره صهره، فداهنه ودعاه وهو عائد من إحدى حملاته على قشتالة إلى وليمة في أنتيسة إحدى مدن الثغر الأدنى، ودبّر له مكيده كادت تودي بحياة ابن أبي عامر، إلا أنه نجا بعد أن أصيب إصابة خفيفة. غادر ابن أبي عامر إلى قرطبة وهو ينوي التجهيز لقتال غالب، الذي استعان بقوات راميرو الثالث ملك ليون، ثم اقتتلت قوات غالب ومحمد بن أبي عامر في معركة شنت بجنت التي كادت أن تنتهي بانتصار قوات غالب، لولا سقوطه صريعًا من على جواده في 4 محرم 371 هـ/9 أغسطس 981 م، وحُملت رأسه لابن أبي عامر.[23] بقي أمام ابن أبي عامر خطوة أخرى، وهي عزل الخليفة الشرعي نفسه، فأشاع بين الناس أن الخليفة فوّضه إدارة البلاد لتفرغه للعبادة، ثم أحاط قصر الخليفة بسور وخندق، ووضع عليه الحرّاس ومنع الخليفة من الظهور.[24] أدركت صبح التهديد المحدق بعرش ابنها، غير أنه بعد أن تمكن محمد بن أبي عامر من كل السلطات، لم يعد في قدرة صبح مواجهته مباشرة، فأشاعت بين العامة أن المنصور يسجن الخليفة ويحكم رغمًا عنه ويغتصب سلطته.[25] ثم راسلت زيري بن عطية حاكم المغرب لنصرة ولدها، وأرسلت أموالا إليه ليجهز جيشه ويعبر إلى الأندلس.[26] علم المنصور بذلك المخطط، فلجأ أولاً إلى رفع يدها عن أموال خزائن قصر الخليفة التي كانت تقوم بتهريبها بواسطة فتيانها، فأرسل ابن أبي عامر ابنه عبد الملك بقوة وجمع من العلماء والوزراء إلى قصر الخلافة بقرطبة، وخاطب الخليفة هشام في أمر الأموال التي تهربها والدته، وطلب أن تنقل كل الأموال من قصر الزهراء إلى قصر الزاهرة، فلم يمتنع.[27] وبعد أن جفت الأموال من بين يدي صبح، يئست من قدرتها على استرجاع سلطة ابنها، فاعتزلت الحياة السياسية حتى وفاتها حوالي عام 390 هـ.
وفي عام 371 هـ، تسمّى محمد بن أبي عامر بلقب "المنصور"، ودُعي له على المنابر.[28] وفي عام 379 هـ، تعاون عبد الرحمن بن المطرف التجيبي صاحب سرقسطة مع عبد الله بن الحاجب المنصور على الانقلاب على المنصور على أن يُقسّما الملك بينهما فتكون الثغور لعبد الرحمن والبقية لعبد الله، إلا أن المنصور علم بما يدبرانه، فدبّر مكيدة لعبد الرحمن قُتل على إثرها في 12 ربيع الأول 379 هـ، وحبس ابنه الذي استطاع أن يفر من محبسه، ولجأ إلى غارسيا فرنانديث كونت قشتالة، فغزاه المنصور وطالبه بابنه فرفض غارسيا، فهزمه واجتاح المنصور ألبة، واستولى على وخشمة، فاضطر غارسيا لمفاوضة المنصور وقبول شرطه بتسليم ابنه عبد الله، ثم دسّ المنصور على ابنه لقتله وذلك 14 جمادى الآخرة 380 هـ، ثم بعث المنصور برأس ابنه وكتاب الفتح إلى الخليفة، فازدادت رهبة الناس من المنصور بقتله ابنه.[29] وفي عام 381 هـ، قدّم المنصور ابنه عبد الملك للولاية، ونزل له عن لقب الحجابة، كما استوزر ابنه عبد الرحمن. اتجه المنصور كذلك، للاستكثار من جند البربر في جيشه، وخاصة من زناتة الذين عبروا إلى الأندلس، واتخذ منهم جندًا كثيفًا.[30]
حملاته
المغرب
في عام 375 هـ، جهّز المنصور جيشًا كثيفًا لقتال الحسن بن كنون الذي تمرد على الأمويين في المغرب وتجمّع حوله أناس كثيرون، فلم يجد الحسن أمامه سوى الاستسلام أمام ذلك الجيش، فقرر قائد الجيش حمله إلى قرطبة، إلا أن المنصور أمر بقتله وهو في الطريق، وبإخراج الأدارسة من المغرب.[31] ثم تمرّد بعد ذلك زيري بن عطية المغراوي على الأمويين في المغرب في عام 387 هـ، فأرسل له المنصور جيشًا بقيادة الفتى واضح العامري، فقامت بينهما معارك كبيرة، انهزم فيها الجيش الأندلسي،[32] فأرسل المنصور ابنه عبد الملك بجيش آخر، وانتقل المنصور بنفسه إلى الجزيرة الخضراء لإدارة الحرب وإمداد قادته في المغرب بالقوات، وقد استطاع جيش عبد الملك أن ينتصر على جيش زيري[31] رغم أن الأخير كان قد اقترب من النصر لولا خيانة تعرض لها زيري بتدبير من المنصور، حيث طعنه ابن عمه الخير بن مقاتل برمح في ظهره أثناء المعركة، فتسببت إصابة زيري في إرباك جيشه وهزيمته وفراره في بعض جنده. وبعد أن شفي من جراحه، أظهر زيري الندم، وتوسّع شرقًا في أراضي قبائل صنهاجة الموالية للفاطميين باسم الخليفة هشام المؤيد بالله، وهو ما قبله منه المنصور، فعفا عنه وأقره على ما بيده حتى توفي زيري، فأبقى المنصور ما له لولده المعز بن زيري.[32]
الممالك المسيحية
خريطة توضح خط سير المنصور في حملاته، ووجهاته التي سلكها في تلك الحملات، والأراضي التي ضمها للدولة في عهده (باللون الأخضر الغامق).
تعدّدت حملات محمد بن أبي عامر، فلم يكتف كسابقيه بالحملات الصيفية فقط، بل وكانت له حملاته الشتوية، التي من خلالها استعاد مدن لُكّ وشلمنقة وشقوبية وآبلة وسمورة التي فقدها المسلمون في بداية عهد الدولة الأموية في الأندلس عندما استغل فرويلا الأول ملك أستورياس انشغال عبد الرحمن الداخل بإخضاع الثورات الداخلية في الأندلس في عهده، وضمّ فرويلا تلك المدن.[33] تعدّدت وجهات تلك الحملات، وقد ذكر لنا المؤرخون منها غزواته على حصن الحامة في رجب 366 هـ، وحصن مولة في شوال 366 هـ، وشلمنقة في صفر 367 هـ وفي ربيع الأول 373 هـ، وريف مملكة نافارا وكونتية برشلونة في شوال 367 هـ، والمُنية في ربيع الآخر 370 هـ، وقلعة أيوب وأنتيسة في ذي القعدة 370 هـ، وسمورة في رمضان 373 هـ، وطرنكوشة في ربيع الآخر 371 هـ.[34]
وفي ذي الحجة 371 هـ، واجه المنصور تحالف جيوش راميرو الثالث ملك ليون وغارسيا فرنانديث كونت قشتالة وسانشو الثاني ملك نافارا،[35] في معركة حصن روطة وهزمهم هزيمة قاسية، أتبعها باحتلال حصن شنت منكش.[36] وقد نتج عن تلك الهزيمة وما سبقها من هزائم متوالية أن خلع الليونيون ملكهم راميرو الثالث، وجعلوا محله ابن عمه برمودو الثاني الذي لجأ إلى التحالف مع المنصور على أن يدفع للمنصور جزية سنوية، ويمده المنصور بجيش يقيم في عاصمته ليون يقاتل به خصومه.[37] ثم كانت للمنصور حملات أخرى على شنت منكش في محرم 373 هـ، وشقرمنية في جمادى الأولى 373 هـ.[34] في ذي الحجة 374 هـ، غزا المنصور برشلونة وهزم بورل الثاني كونت برشلونة، ودخل المدينة عنوة في 15 صفر 375 هـ،[38] بعد أن حاصر المدينة بجيش عظيم من البر وبأسطوله من البحر لم يستطع بورل الثاني مقاومته، فاضطر إلى الهرب وترك المدينة لقدرها، ولم تمض أيام حتى سقطت المدينة فدمّرها المنصور وقتل عددًا كبيرًا من الناس.[39] وفي صفر 376 هـ، غزا ألبة وليون وشلمنقة وحاصر سمورة ثم صالحهم، ثم غزا قندبخشة في جمادى الآخرة 376 هـ،[34] وقلمرية في 378 هـ[40] وبنبلونة عام 379 هـ.[41]
وعقابًا لغارسيا فرنانديث كونت قشتالة على مساعدته لولده عبد الله بن المنصور في تمرده على أبيه، حرّض المنصور سانشو بن غارسيا على التمرد على أبيه بمساعدة بعض نبلاء قشتالة. دارت بين سانشو وأبيه عدة معارك سانده فيها المنصور، انتهت تلك المعارك بمقتل غارسيا عام 385 هـ، وخضوع سانشو للمنصور وأدائه الجزية للمسلمين. وقد استغل المنصور تلك الحرب الأهلية بين غارسيا وولده، وضم شنت إشتيبن وقلونية.[42] إلا أن أكبر غزواته كانت تلك التي بدأها في 24 جمادى الآخرة 387 هـ بغزو جليقية، حيث بدأ بغزو قورية ثم بازو وقلمرية، وفي الطريق انضمت إليه إليها قوات مناطق الثغور والكونتات المحليين بقواتهم الذين آثروا تجنب مواجهة جيشه،[42] كما صاحبه أسطول بحري كان المنصور قد أمر ببنائه في قصر أبي دانس.[43] فاجتاح المنصور بجيشه جليقية، حتى بلغ مدينة شنت ياقب التي بها ضريح القديس يعقوب بن زبدي وهي من الأماكن المقدسة عند مسيحيي الغرب، فبلغها في 2 شعبان وقد وجد أهلها قد غادروها، فأمر بهدم المدينة ما عدا الضريح، واستولى على كنوزها، ثم بعث السرايا للمناطق المجاورة والتي تابعت مسيرها حتى وصلت إلى شاطيء الأطلسي عند مدينة قرجيطة، ثم توجّه جنوبًا لغزو أراضي برمودو الثاني ملك ليون، وعند لميقة سمح لحلفائه من الكونتات المسيحيين بالعودة إلى بلادهم بعد أن أغدق عليهم عطاياه،[44] وعاد هو إلى قرطبة ومعه آلاف الأسرى والغنائم.[43][45]
وفي عام 390 هـ، تحالف أمراء من البشكنس وقشتالة وليون بقيادة سانشو غارسيا كونت قشتالة على قتال المنصور والتفاني في ذلك، فسار المنصور عبر أراضي قشتالة لقتالهم، فعسكر التحالف في صخرة جربيرة وهي موقع وعر وحصين، فوافاهم المنصور إلى تلك المنطقة، والتقى الجيشان في 24 شعبان 390 هـ، وبادر سانشو بالهجوم على ميمنة وميسرة جيش المنصور اللتان أصابهما الخلل ولولا ثبات القلب بقيادة ولدي المنصور عبد الملك وعبد الرحمن وجنودهما من البربر لانهزم المسلمون، الذين استطاعوا استيعاب الهجوم وردوه بهجوم عكسي تحقق به النصر للمسلمين، وقد خسر المسلمون في معركة صخرة جربيرة 700 قتيل. لم يكتف المنصور بذلك، فواصل هجومه حتى اقتحم برغش عاصمة قشتالة، ثم هاجم أراضي نافارا حتى أشرف على عاصمتهم بنبلونة، ثم رجع إلى قرطبة بعد أن أمضى 109 يوم في تلك الحملة العسكرية.[46]
وفاته وضريحه
توفي الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ في مدينة سالم وهو عائد من إحدى غزواته على برغش،[47] التي أصيب فيها بجروح، وكان قد أوصى بأن يدفن حيث مات، ومازال ضريحه موجودا ويعرف بضريح الحاجب المنصور،[48][49] كان يشتكي علة النقرس. وقد ترك المنصور من الولد اثنين عبد الملك وعبد الرحمن، غير ابنه عبد الله الذي قتله عام 380 هـ.[50] وقد ذكر لنا المؤرخون أربع من زوجاته على الأقل، وهن أسماء بنت غالب الناصري، والذلفاء أم ولده عبد الملك[51] وتريسا بنت برمودو الثاني ملك ليون، وأوراكا ابنة سانشو الثاني ملك نافارا التي تزوجها عام 371 هـ، وأسلمت وسمّاها المنصور "عبدة" وهي أم ولده عبد الرحمن.[52] وقد ترك المنصور من المال 54 بيتًا في مدينته الزاهرة، وقد بلغت غزواته التي غزاها بنفسه 57 غزوة،[50] لم يهزم في أحدها قط.[53]
وقد وضعت على قبره رخامة نُقِش عليها الأبيات التالية:[54]
وقد خلفه في مناصبه ولده عبد الملك الذي سار على نهج أبيه إلى أن توفي عام 399 هـ، فخلفه أخوه عبد الرحمن الذي لم تدم فترته طويلاً حيث دخلت الأندلس في عهده في فترة من الاضطرابات بدأت بمقتله، واستمرت لأعوام وانتهت بسقوط الدولة الأموية في الأندلس وقيام ممالك الطوائف.
أعماله
جامع قرطبة أضاف إليه المنصور عام 377 هـ جناحًا كبيرًا بعد أن زاد عدد سكان قرطبة بصورة كبيرة في عهده خاصة من البربر الذين دخلوا الأندلس قادمين من المغرب.
نهر شنيل بنى عليه المنصور قنطرة عند إستجة، إلا أنه لم يعد لها وجود الآن.
في عام 368 هـ، وفي إطار سعيه في استكمال استقلاليته في حكم الأندلس، بدأ الحاجب المنصور في بناء مدينته الزاهرة والتي نقل إليها دواوين الحكم وبنى فيها قصرًا لإقامته، بالغ في فخمته حتى كان استهلاك قصره يوميًا 12,000 رطل من اللحم غير الطيور والأسماك،[55] وقد استغرق بناء المدينة نحو عامين. وفي عام 370 هـ، انتقل إليها المنصور هو وخاصته ومن ثمّ العامة، وشحنها بالأسلحة، وأقطع ما حولها للوزراء والقادة وكبار رجال الدولة حتى اتصل عمرانها بأرباض قرطبة، وعمّتها الحركة وانتشرت بها الأسواق. كما أرسل إلى العمال في الأندلس والمغرب بحمل أموال الجباية إليها.[56]
وفي عام 377 هـ، أضاف الحاجب المنصور توسعة جديدة في شرقي المسجد الجامع بقرطبة، حتى بلغت أعمدة المسجد 1417 سارية، كما زاد من إنارته بإضافة الإنارة بالشمع مع ما كان عليه من الإنارة بالزيت،[57] وقد حرص على أن يعوّض من تُؤخذ داره لتوسعة المسجد بأضعاف ما يطلب من المال، وإن بالغ في ذلك. فيُروى أن امرأة كانت تسكن في بيت فيه نخلة بجوار المسجد دخل في نطاق التوسعة الجديدة، قد أبت صاحبته أن تبيعه إلاَّ إذا جُعل لها منزل آخر فيه نخلة كالذي تملكه، فأمر المنصور بشراء بيت لها فيه نخلة كما أرادت، حتى ولو أتى ذلك على بيت المال، ثم أضاف بيتها إلى حدود المسجد.[58] وفي عام 387 هـ، بدأ في تجديد قنطرة قرطبة، وانتهى منها في عام 389 هـ، وأنفق عليها 140,000 دينار، كما أضاف قنطرة أخرى على نهر شنيل.[59] كما اتسعت قرطبة في عهده حيث قدّر إحصاء دواوين دولته عدد دور قرطبة وأرباضها في عهده 213,077 دار للعامة، و 60,300 دار للأكابر والوزراء والكتاّب والقادة والحاشية، إضافة إلى 80,455 حانوت.[60]
الجيش
اهتم المنصور بالجيش، وبالغ في الاعتماد على البربر ومرتزقة الإسبان النصارى فيه، حتى بلغ عدد الفرسان البربر القادمين من المغرب في حرس الديوان 3,000 فارس إضافة إلى 2,000 من العبيد السود. كما وصل جملة الفرسان المرتزقة وقت السلم 12,100 فارس، إضافة إلى حرسه الخاص الذين بلغوا 600 رجل، وجنده المشاة الذين كانوا ينتظمون في حملاته والذين بلغ عددهم 26,000 جندي،[61] وفي وقت الحملات العسكرية، يزيد الفرسان حتى بلغوا أحيانًا 46,000 فارس والمشاة إلى 100,000 رجل.[62] مما دعاه في آخر عهده للاستغناء عن التجنيد الإجباري في حملاته، والاكتفاء على الجنود النظاميين.[63] هذا غير 4,000 جمل يستخدمها الجيش في حمل العتاد والمؤن في الحملات العسكرية،[64] كما اهتم بالأسطول فأمر بإنشاء دار جديدة لصناعة السفن في قصر أبي دانس.[43]
اهتم المنصور أيضًا بتوفير مستلزمات جيشه، فأنشأ دور للصناعات الحربية التي تُمدّ جيشه بالسلاح والتي تعمل على مدار العام، فكانت دار الترّاسين تنتج 13,000 ترس و 12,000 قوس و 20,000 من النبل، و 3,000 خباء كل عام.[65] كما بلغ استهلاك خيله نحو ألف مُدّ من الشعير كل عام،[55]
الاقتصاد والأمن
نجح المنصور في إدارة شؤون البلاد الاقتصادية، وشهدت البلاد في عهده رواجًا اقتصاديًا وزاد دخل الدولة حتى بلغت الضرائب العادية في أواخر عصره 4,000,000 دينار، بل وبلغت جباية قرطبة في عهده 3,000,000 دينار.[66] إضافة إلى رسوم المواريث وأموال السبي والغنائم. وقد أدت حالة الرواج الاقتصادي تلك، التي نتجت عن الغنائم والسبي إلى عزوف شباب الأندلس عن الزواج من الأندلسيات، لرخص ثمن الأسيرات من بنات الإفرنج.[64] كما بلغ إجمالي الإنفاق العام للدولة نحو 3,500,000 دينار.[67] وبلغ إنفاق المنصور الشهري وحده على قصوره وقصور الخلافة 200,000 دينار، تزداد في وقت الحملات إلى 500,000 دينار في الشهر.[68]
أما عن الحالة الأمنية، فقد استطاع المنصور أن يضبط أحوال البلاد الأمنية منذ بداية عهده بعدما ولاّه الخليفة على حاكمية قرطبة بعد عزل محمد بن الحاجب المصحفي، فأوكلها ابن أبي عامر إلى ابن عمه عمرو بن عبد الله بن أبي عامر الشهير بعسكلاجة، الذي أنهى حالة الانفلات الأمني التي سادت بداية خلافة الخليفة هشام المؤيد بالله، كما كان لميكافيليته من استخدام كل الوسائل المتاحة لكي يتمكن من السيطرة على السلطة، بما في ذلك سلاح الاغتيال وإزهاق الأرواح دون تردد أثره في اختفاء التمردات الداخلية في الأندلس طوال عهده تقريبًا.[69]
علاقاته الدبلوماسية
لم يشهد عهد الحاجب المنصور نفس الزخم الذي ساد الحياة الدبلوماسية في عهد الخليفتين عبد الرحمن الناصر لدين الله والحكم المستنصر بالله، فلم تزد الزيارات الدبلوماسية إلى بلاطه عن زيارة من قبل برمودو الثاني ملك ليون عام 375 هـ، طلبًا لمعاونة المنصور لبرمودو في مقاومته لتمردات نبلاء مملكته الخارجين عليه، وقد أجابه المنصور لذلك. ونتج عن تلك الزيارة مصاهرة بزواج المنصور من تريسا ابنة برمودو لتوثيق أصر الصداقة بين الرجلين. وبعد هزائمه المتوالية أمام المنصور، اضطر سانشو الثاني ملك نافارا لطلب الصلح وزار بنفسه قرطبة في عدد من كبار رجال دولته في 3 رجب عام 382 هـ.[52]
قمة المنصور سُميت باسم الحاجب المنصور تخليدًا لاسمه.
وصفه ابن الأثير قائلاً: «وكان شجاعًا، قوي النفس، حسن التدبير، وكان محبًا للعلماء، يُكثر مجالستهم ويناظرهم، وقد أكثر العلماء ذكر مناقبه، وصنّفوا لها تصانيف كثيرة.»[70] وقال عنه ابن خلدون:«وكان ذا عقل ورأي وشجاعة، وبصر بالحروب، ودين متين»[71] وقال عنه ابن الخطيب: «وكان مهيبًا وقورًا، فإذا خلا كان أحسن الناس مجلسًا، وأبرّهم بمن يحضر منادمًا ومؤانسًا. وكان شديد القلق من التبسط عليه، والدالة والامتنان، لا يغفرها زلة، ولا يحلم عنها جريرة، ولم يكن يسامح في نقصان الهيبة، وحفظ الطاعة أحدًا من ولدٍ ولا ذي خاصة، دعاه ذلك إلى قتل ولده عبد الله بالسيف صبرًا بما هو معروف.» كما نقل محمد عبد الله عنان في كتابه "دولة الإسلام في الأندلس" عن المؤرخ الإسباني مننديث بيدال تعليقه على عصر المنصور قائلاً: «عاش الإسلام في إسبانيا أروع أيامه وأسطعها، وانتهى مسيحيي الشمال إلى حالة دفاع كانت دائمًا مقرونة بالمحن، ولاح كأنهم لم يعيشوا إلا لتأدية الجزية والسلاح والأسرى والمجد للخلافة الأموية.»[72] كذلك عُرف عنه كرمه وكثرة إنفاقه، فكانت مائدته منصوبة دومًا لمن يزور داره.[73]
مع ما كان عليه من الهيبة والرهبة، فقد كان له حلم واحتمال.[49] ويروى أنه خطّ بيده مصحفًا كان يحمله معه في أسفاره ويتبرك به، كما كان يجمع ما علق بوجهه من غبار معاركه حتى تجمّعت له صُرة كبيرة أوصى أن تُدفن معه عند موته.[59] اتصف المنصور أيضًا بالعدل حتى على أقرب الناس إليه.[74] وكان يُكنّ حبًا واحترامًا للعلماء والأدباء، فكان مجلسه دائمًا بأهل العلم والأدب والشعر،[75] كما كانت له هباته للأدباء والشعراء على ما يبدعونه، ولعل أشهرها إجازته لصاعد البغدادي بخمسة آلاف دينار عن كتابه "الفصوص في الآداب والأشعار والأخبار"، وأمره له بأن يقرأه على الناس في مسجد الزاهرة.[76] إلا أنه كان شديدًا على من يشتغل بالفلسفة أو الجدال أو التكلم في النجوم أو الاستخفاف بشيء من أمور الشريعة، بل وحرق ما كان في مكتبة الحكم من كتب الدهرية والفلاسفة.[77]
وقد روى ابن عذاري عن نجدته للمسلمين أنه بلغه وجود أسيرات مسلمات لدى غارسيا سانشيز الثاني ملك نافارا رغم أنه كانت بينهما معاهدة تنص على ألا يستبقي غارسيا لديه أسرى من المسلمين، فأقسم أن يجتاح أرضه لنكثه بالعهد، ولما خرج المنصور بجيشه، وبلغ غارسيا خروجه. أسرعت رسل غارسيا تستفسر عن سبب الغزو، فأعلموهم بخبر الأسيرات المسلمات، فردّهن غارسيا معتذرًا بعدم علمه بهن، وبأنه هدم الكنيسة التي كانت تحتجزهن كاعتذار منه على ذلك، فقبل منه المنصور ذلك وعاد بالأسيرات.[78]
ومع ما كان فيه من الخلال، إلا أنه معاقرًا للخمر غير أنه أقلع عنها قبل وفاته بسنتين.[74] وللمنصور شعر جيد، منه ما قاله مفاخرًا:[79]
رميت بنفسي هول كل عظيمة وخاطرت والحر الكريم يٌخاطر
وما صاحبي إلا جنان مشيع[80] وأسمر خطّيّ[81] وأبيض باتر
وإني لزجّاء الجيوش إلى الوغى أسودٌ تلاقيها أسود خوادر[82]
فسُدت بنفسي أهل كل سيادة وفاخرت حتى لم أجد من أفاخر
وما شدت بنيانًا ولكن زيادة على ما بنى عبد المليك وعامر
رفعنا العوالي بالعوالي مثلها وأورثناها في القديم معافر
التلفزيون
قدمت عدة أعمال عن هذه الشخصية التاريخية تلفزيونيا ومنها مسلسل «صبح والمنصور» وكان من إخراج انطوان ريمي وقد قدمت شخصية صبح الفنانة نضال الأشقر، كما قدمت في بداية الثمانينات مسلسل مصري تحت عنوان «الصعود إلى القمة»، وقد قدم الشخصية الممثل محمد وفيق وقد تميز إنتاجه وإخراجه بالنسبة إلى مستوى تلك الفترة والمسلسل من إخراج صلاح أبو هنود وتأليف وليد سيف وكان هذا في عام 1985. وفي عام 1989، أنتج مسلسل تلفزيوني مصري بعنوان «فتى الأندلس» تناول حياة المنصور بن أبي عامر، وقد جسد شخصيته في هذا المسلسل الممثل يوسف شعبان.[83] وفي عام 2003، أنتج مسلسل تلفزيوني حول محمد بن أبي عامر اسمه «ربيع قرطبة»، وهو مسلسل تاريخي عربي سوري من تأليف وليد سيف، وإخراج حاتم علي، لعب فيه الممثل تيم حسن دور محمد بن أبي عامر.[84]
القصص
المنصور شخصية رئيسية في الرواية التاريخية السفن الطويلة من قبل الكاتب السويدي فرانس جنر بنجتسون. يشمل الكتاب على ثلاثة فصول تجري لمسلمي أيبيريا تحت حكم المنصور، ويصف فايكنج سكانيا الذين قبض عليهم المورو أثناء غارة في أيبيريا، وجعلوهم خدم في القادس كعبيد. وفيما بعد أصبحوا مرتزقة في حراسة المنصور، وفي النهاية نجحوا في الفرار والعودة إلى الدنمارك بعد مشاركته في غزو سانتياغو دي كومبوستيلا.