موضوع: “الأرز البلاستيكي” وما يشاع عنه بين الحقيقة والخرافة
تم النشر فى :10 - 07 - 2022
.
“الأرز البلاستيكي” وما يشاع عنه بين الحقيقة والخرافة
“الأرز البلاستيكي” وما يشاع عنه بين الحقيقة والخرافة
تم النشر في:29 فبراير، 2020
آخر المقالات
استخدام مضادات الالتهابات الغير استيرودية في مرضى كوفيد19
استخدام مضادات الالتهابات غير الإستيرودية مع مرضى كوفيد19
الهندسة الاجتماعية ودورها في انتشار الأخبار الكاذبة
فيروس كورونا الجديد تحت المجهر.. تعرف على كل التفاصيل.
فيروس كورونا وتناول الحيوانات الغريبة بالصين
هل تناول الحشرات و الحيوانات الغريبة هي سبب ظهور فيروس كورونا
رأي
يعتبر الأرز من أهم مصادر الطاقة التي يتم الاعتماد عليها في الغذاء، ليس فقط في بلدان آسيا، بل ومؤخرا في جميع أرجاء العالم، وعليه، ازدهرت تجارته مؤخرا على المستوى الدولي.
أهم مصدري الأرز في العالم:
تعتبر الدول الآسيوية من أهم مُصدّري الأرز إلى جميع أنحاء العالم، وكأي سلعة أخرى يخضع الأرز لمجموعة من معايير ومقاييس السلامة الغذائية.
البداية:
– في عام 2010، فتحت حادثة “أرز ووتشان” المجال لواحدة من أكثر القضايا نقاشا في مجال السلامة الغذائية في العشرية السابقة.
حيث أغلقت الصين 16 ورشة لبيع الأرز بعد اكتشافها أن هذه الأخيرة تقوم ببيع الأرز الأقل جودة على أساس أنه أرز عالي الجودة بعد معالجته ببعض المنكهات والملونات، و كان هنا مولد مصطلح “الأرز المزيف”(1).
صورة من موقع CHINADAILY
– وفي عام 2011 كتبت صحيفة The Korea Times نقلا عن بعض وسائل الإعلام السنغافورية أن الصين تقوم بتصدير أرز مزيف مكون من مزيج من البطاطا، البطاطا الحلوة ومادة صمغية مستخلصة من البلاستيك الصناعي، و أن تناول ثلاثة أطباق من هذا الأرز يعادل تناول كيس بلاستيكي، فأطلق هنا مصطلح “الأرز البلاستيكي”. (2)
صورة من موقع The korea Times
أحدث الأمر ضوضاء كبيرة، و انتشر الخبر كالنار في الهشيم عبر مختلف الوسائل الإعلامية المكتوبة منها والمسموعة والمرئية. رافقها اشتعال وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر.
موقف هيئة السلامة والغذاء للاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية:
– ولأن الأمر جاد فعلا، سارعت هيئة السلامة والغذاء للاتحاد الأوروبي عام 2010 إلى إنشاء شبكة تواصل بين الدول الأعضاء وبعض الدول الأخرى غير الأعضاء لتبادل المعلومات حول خطر انتشار “الأرز البلاستيكي”.
تلتها في ذلك منظمة الصحة العالمية (WHO) في إنشاء شبكة عالمية للسلامة والغذاء (INFOSAN) ضمت نظيرتها الأوروبية والأمريكية ومعظم دول العالم، الواحدة تلو الأخرى، بما في ذلك الصين.
– عملت الشبكة على وضع مراكز لجمع المعلومات حول “أرز البلاستيك” في جميع مناطق العالم للتحقق من صحة الادعاءات المزعومة.
– استمرت INFOSAN في نشر تقارير سنوية حول الوضعية منذ إنشائها في 2012 مؤكدة خلو كل العينات المفحوصة في مراكزها حول الدول الأعضاء من الأرز المصنوع من مزيج البطاطا والمادة الصمغية البلاستيكية حتى عام 2015، وكان هذا آخر تقرير تطرق للموضوع. (3)
الإعلام ومصطلح “الأرز البلاستيكي”:
– في أواخر عام 2016 أجهضت الجمارك النيجيرية محاولة تهريب 2.5 طن من الأرز الذي وصفته BBC “بالأرز البلاستيكي”(4) مستعملة بذلك المصطلح الذي فرض نفسه منذ انطلاقه عام 2011.
صورة من موقع الـ BBC
– وتبعتها في ذلك الـCNN الإخبارية (5)، و قد كانت هذه الحادثة بمثابة انفجار للوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي العالمية والعربية بمختلف التقارير التي تم تناقلها بسرعة هائلة.
صورة من موقع الـ CNN
الإشاعة والحقيقة حول “الأرز البلاستيكي”:
– خلال هذا التناقل السريع حدثت العديد من الطفرات التي حولت الخبر عن سياقه وأدت إلى ظهور عدة إشاعات لعل من أبرزها فيديوهات لورشات إعادة تدوير البلاستيك (6) (7) والعديد من الفيديوهات الأخرى عن كيفية التحقق من “الأرز البلاستيكي” في المنزل والكثير الكثير من الادعاءات التي لا تستند إلى أي دليل علمي ملموس، والتي لم تسلم منها تقريبا أي دولة في العالم.