أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لا أعلم ما مقدار الكبر الذي يدخل في قلب إنسان إذ يجعله يميل إلى احتقار الفقراء، الاشمئزاز منهم، جرح مشاعرهم وإيذاء كراماتهم؟
ما السبب في ذلك، هل الثراء؟ أم النّسب والأصل والفصل؟
أو ربما أنها التنشئة في بيئةٍ تحقّر المساكين؟ وإن كان كذلك فأين العقل الذي يدل على الصواب؟ القلب الذي يرأف بالضعفاء؟
إن الله يمن علينا بالغزير من النِّعَم لكن هل ذلك يُعطي الحق بأن نُمارِس دور الأفضل على من لا يملكونها؟. أثق تماماً أن كل شخص لديه خصلة تميزه، يفوق الآخرين بها، نعم.. كل شخص، حتى ذلك الفقير. الغِنى موطن استغناء، والفقر موطن احتياج لقوله تعالى: { يأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }،
تبيّن الآية أن الفقير هو المحتاج بينما الغني هو المستغني عن الحاجة لغيره، فالغِنى التام لا يكون إلا لله جل جلاله، حريٌّ بالإنسان إدراك أن الاحتياج لا يقتصر على الفقير بل إن مواطنه في الحياة كثيرة، الفقير يحتاج مالاً،
المريض يحتاج طبيباً وعلاجاً، المهموم يحتاج سنداً، الطفل يحتاج تربية، الكبير يحتاج رعاية، مسألة الاحتياج سِمة إنسانية وإن تفاوتت بين الأشخاص إلا أنها موجودة، فإذا دعتك نفسك على إهانة فقير تذكر أنك فقيرٌ أيضاً بصورة أو بأخرى! لا أتحدث عن صدقةٍ أو زكاةٍ -وإن كانت واجبة-
إن ما أكتب حوله أسلوب تعامل، ولا أروع من اتخاذ طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم نهجاً في التعامل مع الفقراء،
إنه كان يتلمس رضي الله سبحانه وتعالى في إسعاد المحتاجين والفقراء، حنوناً رحيماً بهم، لطيفاً حَسَن المعاشرة، يتفقّدهم إذا غابوا، يمازحهم، يرفع من شأنهم،
كان داعماً معنوياً لهم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني، وهذا موقفه مع زاهر ابن حرام عندما مازحه صلى الله عليه وسلم حين صاح بالناس قائلاً: من يشتري العبد؟ من يشتري العبد؟
فنظر زاهر في حاله فإذا هو فقير كسير لامال ولا جمال فقال صلى الله عليه وسلم: [لكنك عند الله لست بكاسد، أنت عند الله غالٍ]،
ابتسامة في وجه فقير، إشعاره بقيمته واحترامه، السؤال عن أحواله، لا تكلّف الكثير لكنها تعطي الكثير،
تخيل أنك فعلت ذلك مع فقير ثم رفع يده في الليل يستنزل الرحمات ويستغيث برب البريات فكان لك نصيباً من دعاءٍ نظنه مُستجاباً، فرُب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم الله لأبرّه! فلنكن دائمين البِشْر مع أحباب الله.