أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
القلـب هو محل نظر الله من العبد.. فالله سبحانه لا ينظر إلى صوركم.. و إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم..
و القلب إذا صلح صلح الجسد كله، و إذا فسد فسد الجسد كله، كما أخبر بذلك النبي.. وهو محل معرفة الله ومحبته وخشيته.. ومحل النية التي بها تصلح الأعمال وتقبل، أو ترد وتبطل..
سمي قلبًا لإنه سريع التقلب سريع النسيان.. وسمي القلب قلباً لتقلبه.. فتارة يلين و تارة أخرى يقسو..
و أبعد القلوب من الله القلب القاسي.. الذي لا ينتفع بتذكير، و لا يلين لموعظة، فيصبح صاحبه يحمل في صدره حجراً صلداً لا فائدة منه، و لا يصدر منه إلا الشر.. و لا يرى الباطل إلا حقاً.. و العياذ بالله..
و شهر رمضان شهر ترقيق القلوب.. فتجد الناس في هذا الشهر قلوبَهم لينه خاشعة خاضعة لخالقها.. قريبون من الله و من رحمته و طاعته.. يحملون قلباً طيباً رحيماً يصدر منه الخير دائماً..
لإقبال كثير من الناس إلى ربهم بكثرة الطاعات و كثرة قراءة القرآن يبتغون الأجور العظيمة.. من عند ذي الجود و الكرم...
و من.أعظم.ما.يلين.القلوب.
و قراءة القرآن من أعظم أسباب تليين القلوب.. قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}..
و شهر رمضان شهر ترقيق القلوب.. لأن الصائم في رمضان يصوم عن الأكل و الشرب في نهار رمضان.. و تصوم جوارحه عن الحرام في الليل.. طاعة لله ابتغاء الأجر من الله.. لأن خلو المعدة من الطعام.. سببٌ في تليين القلوب.. و الأكل و الشرب الكثير و خاصةٌ الماكولات و المشروبات المحرمة.. سببٌ في قسوة القلوب.. لأن الطعام الحرام خبيث و آثاره سيئة.. يؤثر على الأخلاق و السلوك.. و يكسل عن الطاعة.. و ينشط على المعصية..
و هذا ظاهر على أخلاق الذين يشربون الدخان و المسكرات و المخدرات.. فإن آثار هذه الخبائث تظهر على أبدانهم و أخلاقهم و تصرفاتهم..
و المعاصي و المحرمات عموماً تقسي القلب و تعميه.. و تحجب عنه نور الإيمان و الهداية..
قال صل الله عليه و سلم: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ فَإِنْ تَابَ وَ نَزَعَ وَ اسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ فَإِنْ زَادَ زَادَتْ فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ.. {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}).. نعوذ بالله من الخسران المبين..
تذكر الموت و زوال الدنيا و الانتقال إلى الدار الآخرة.. و من أعظم ما يقسي القلوب الغفلة عن الآخرة و نسيان الموت و الانشغال بالدنيا.. و قال: (أكثروا من ذكر هادم اللذات: الموت)..
الإكثار من ذكر الله تعالى.. و من أعظم ما يقسيها الغفلة عن ذكر الله..
فجميع أنواع الذكر من قراءة قرآن أو استغفار أو تسبيح او تذكر نعمة الله تعالى.. و كل انواع الذكر هي حياة القلوب.. قال صلى الله عليه و سلم: (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَ الْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَ الْمَيِّتِ)..
قبول أوامر الله و العمل بها و اجتناب نواهيه.. قال تعالى: {وَ إِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} .. أي: سورة فيه الأحكام و الأوامر و النواهي..
فأنت أيها الصائم القائم لا تصوم و لا تقوم إلا طاعة لله.. و نحسبك كذلك.. فبطاعتك لأوامر الله في الصيام و اجتنابك نواهيه يبعث الله في قلبك ليناً و رقة.. تكرماً منه و فضلاً..
التفكر و النظر في أحوال المرضى و الفقراء و المبتلين.. و من أسباب قسوتها الاغترار بالصحة و القوة و الغنى و الثروة.. فلو زار الإنسان المستشفى، و رأى أحوال المرضى و ما يقاسونه من الآلام.. و لو نظر إلى الفقراء و الأيتام، و ما هم فيه من الحاجة و المجاعة.. لعرف قدر نعمة الله عليه و لان قلبه..
لكن حينما يصرف النظر عن ذلك، و ينظر إلى أهل الترف و الغنى، و ما بأيديهم من زهرة الحياة الدنيا.. فإنه يقسو قلبه و يتعاظم في نفسه..
كان من دعائه صلى الله عليه و سلم: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك).. فأكثروا منه.....
بلغنا الله واياكم رمضان ونحن عل اتم الصحة والعافية....