أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
"لا مشكلة!" تدبّر فيليكس أمر إرسال تريستان إلى مستشفى هورينغتون العام من دون تردد. صحيح أن الرصاصة أزيلت، ولكنه من الضروري أن يخضع تريستان لفحص في المستشفى. فغر الطبيب في مستشفى هورينغتون العام فاه متفاجئًا بعد أن رأى جرح تريستان. كان هذا الطبيب يُعتبر أفضل جراح في مستشفى هورينغتون العام. وإن تمّ تكليفه بإجراء عمليات جراحية على مرضى مثل تريستان، سيُضطر إلى توخي العناية، ففي النهاية، كانت الرصاص مغروسة في موضع قريب جدًا من قلب تريستان. قد يعاني قلب المريض تمزقًا إن لم يتوخى الجراح ما يكفي من الحذر. ومع ذلك، تمكن الشخص الذي أنقذ تريستان من إجراء الجراحة وإزالة الرصاصة بنجاح، إذ إن قلب تريستان بقي سالمًا. هذا إنجاز لا يمكنه أن يحققه سوى القلة المختارة في تشانايا. أعرب فيليكس عن هلعه متسائلًا: "ما الخطب؟ هل في جرحه خطب ما؟" فيما بقي الطبيب صامتًا لفترة طويلة جدًا. ثم طرح الطبيب سؤاله بصوت جدّي: "يا سيد تريستان، هل يمكنني أن أعرف من الشخص الذي أزال لك الرصاصة؟" كان جراحًا معروفًا في هورينغتون، لكنه من الواضح أن هذا الشخص أكثر مهارة منه. "لا أعرف." لم يكن في بال تريستان رغبة أكبر من معرفة هوية الشخص الذي أنقذه. "أجرِيَت العملية بنجاح. لن تحتاج سوى إلى الاستراحة لبضعة أشهر." شعر الطبيب بالخيبة الشديدة عندما أخبره تريستان بأنه لا يعرف هوية مُنقذه، إذ إنه أفضل جراح في هورينغتون ولم يصبح مدير القسم الذي يرأسه سوى بعد مواظبة العمل لمدة تفوق ثلاثين عامًا، لذا لم يتوقع أن يصادف شخصًا أكثر منه مهارة. بعد مغادرة الطبيب، ألقى تريستان نظرة سريعة على فيليكس، فغادر هذا الأخير على الفور للتحقيق في المسألة. في الصباح التالي، وصل فيليكس إلى غرفة تريستان في المستشفى فوجده يتجول. "يا سيد تريستان، هل تتمنى الموت؟" لم يسعه التصديق أن تريستان لم يبال بصحته. في حال اكتشف ذلك الشخص في جيبسدايل عن الأمر، فسيهرع إلى هنا. هل يحاول تريستان إيقاعي في ورطة؟ فانفجر به تريستان قائلًا: "لا تتفوه بالهراء." "اكتشفت هوية مُنقذك. تفضّل." سلّم فيليكس ملفًا لتريستان. فتح تريستان الملف وأخرج الوثائق. قطب حاجبيه عندما قرأ المعلومات الواردة في الداخل. "فتاة في الثامن عشر من العمر في سنتها الثالثة من الثانوية؟" كيف يمكن لفتاة في سنتها الثالثة من الثانوية أن تزيل رصاصة من صدري؟ "فيليكس، كيف تجرؤ على خداعي بحيلة مثل هذه؟" لوّح فيليكس يديه بسرعة. "عرفت أنك لن تصدق. أنا أيضًا صُدمت عندما قرأت الملف. ولكني تأكدت من الأمر بنفسي. إنها هي." أراه فيليكس صورة. أخذها تريستان منه. للمرأة الشابة في الصورة وجه لا يُنسى. إذ إنها تتحلى بالشباب والحيوية والجمال. كانت عينيها جذابتين بشكل خاص. "هل يمكن لفتاة في الثامن عشر من العمر أن تهزم المرتزقة وتجري الجراحات؟ هذا مثير للاهتمام." "يا سيد تريستان، هل سنعود إلى جيبسدايل؟" وقع تريستان في ورطة منذ أن وصل إلى هورينغتون. من الواضح أن شخصًا ما كان مرعوبًا من وجودهما هنا. "لم نحل أيّ مشكلة بعد. لم قد نعود؟ هل أنت خائف؟ إن كنت كذلك، فيمكنك المغادرة من دوني." ارتعشت شفتا فيليكس بعجز. "لا تخبره بهذا." كان تريستان يشير إلى والده، ويليام لومبارد. "ماذا لو سأل السيد لومبارد الأكبر عنك؟ هل عليّ إبقاء الأمر سرًا عنه؟" "لا تخبره بشيء." كان تريستان واثقًا من قدرته على التعامل مع المسألة بمفرده. "لنذهب للبحث عنها." عندما وجد فيليكس صوفي، كانت هذه الأخيرة محاصرة ببعض الزعران. "أنتِ صوفي تانر، صحيح؟" كانت صوفي ترتدي زي ثانوية هورينغتون. كانت أكمامها المطوية تكشف عن معصمها الأبيض. تجاهلتهم ومضت قدمًا بثبات. "بئس الأمر أيها الزعيم. لقد تجاهلتك بكل بساطة!" صاح أحد أتباع الشاب. لم يجرؤ أحد في ثانوية هورينغتون على التصدّي لزعيمهم. ظهرت أمارات الغضب على جاك كيز، زعيم الزعران، وانطلق نحو صوفي. سألها جاك: "كنت أتحدث إليكِ، هل أنت صمّاء؟" فيما راح يمد يده ليمسك بيدها. توقفت صوفي عن السير وبصقت العلكة التي كانت تمضغها منذ قليل. وردّت ببرودة: "اغرب عن وجهي." صاح جاك قائلًا: "هاه! أنتِ حادة الطباع، ألستِ كذلك؟ لقد أسأتِ إلى شخص ما كان عليك الإساءة إليه!" بعد قوله ذلك، توجه لمهاجمة صوفي. قبل أن يلمس صوفي بإصبع، قذفته الفتاة وراء كتفيها، فسقط جاك أرضًا مع ارتطام مسموع، ولم يعد قادرًا على الحراك. "هل تعرفين من أنا؟ أبي هو..." قاطعت صوفي زعيقه بالدوس على خدّه بقوة. أمرته بغضب: "اخرس!" ارتعد الزعران الآخرون خوفًا، فلم تكن لديهم أدنى فكرة أن صوفي ماهرة لهذه الدرجة في القتال. صرخ جاك قائلًا: "اتصل بأبي! أريد أن ترحل صوفي تانر عن هورينغتون!" بدأ الجميع يوجه أصابع اتهام إلى صوفي بعد رؤيتهم ما فعلته بجاك. ذاعت شائعة تقول إن صوفي كانت مشاغبة في ما مضى. أجهضت جنينًا حُبلت به في المدرسة المتوسطة إثر معاشرتها لأزعر. وفي النهاية، هجرتها عائلتها في هورينغتون بسبب الإحراج الذي سبّبته لهم، وبالتالي، لم يبق أمامها أيّ خيار سوى الاعتماد على نفسها. تجاهلت صوفي الإهانات الفظيعة وسارت بعيدًا. بعد لحظات، توقفت سيارة سوداء بجانبها. فُتح الباب فظهر رجل طويل ووسيم. اقترب الرجل منها وحيّاها قائلًا: "مرحبًا يا آنسة تانر، أنا فيليكس نورثلي. يود رئيسي السيد تريستان التحدث إليك." أخرجت صوفي قطعة علكة من جيبها وبدأت تمضغها. فتح فيليكس الباب إلى المقعد الخلفي، فقفزت صوفي إلى السيارة. كان الرجل الذي في داخلها الشخص الذي أنقذته الليلة الماضية بحد ذاته. علّقت صوفي قائلةً بلامبالاة: "لقد نزفت كثيرًا لكنك نجوت. أنتَ محظوظ جدًا، ألستَ كذلك؟" وكان وجهها خاليًا من المشاعر. تبدو شرسة حقًا. ارتعشت زاوية شفتيّ فيليكس بعد سماعه كلماتها. ففي جيبسدايل، لم يجرؤ سوى القلة على التحدث إلى السيد تريستان بهذه الطريقة. "أنا تريستان لومبارد. أشكرك على إنقاذ حياتي ليلة أمس." أعطاها تريستان بطاقته التعريفية. وضعتها صوفي في حقيبتها من دون أن تلقي عليها أي نظرة. سألها فيليكس فجأة: "هل سبق أن درست الطب؟" إذ إنه عجز عن كبح فضوله، لأن صوفي كانت لا تزال في الثامن عشر من عمرها، وتمكنت من إزالة رصاصة من جرح طلقة نارية، وبالتالي، لم تكن شخصًا عاديًا. حركت صوفي رأسها. وجاء جوابها: "كلا، جاري طبيب بيطري، وساعدته مرارًا في السابق." بعد سماع ذلك، التفت فيليكس لينظر إلى تريستان. هل سمعت؟ لستَ سوى حيوانًا بالنسبة إليها. "هل يعرف الأطباء البيطريون كيفية إزالة رصاصة؟" ردّت صوفي شارحة: "كلا، بل كان على وشك الموت، ولم أر أي ضرر في المحاولة" ثم قالت للسائق: "أنزلني في نهاية هذا الشارع." لقد ألقى السائق نظرة على تريستان، الذي أومأ له إيجابًا. أوقف السائق السيارة في نهاية الشارع كما طلبت منه صوفي ذلك، وترجلت من المركبة. "يا آنسة تانر، هل تحتاجين إلى مساعدتنا؟" ففي النهاية، بدا الأمر كأنها أساءت إلى شخص له نفوذ. "لا داعي إلى ذلك." صرفت صوفي اقتراحه بتلويح يدها. فكانت واثقة من أنها قادرة على تولي الأمر بمفردها. قبل أن تغادر سيارة تريستان، أوقفت سيارة أجرة ورحلت. "عجبًا، يا لها من حركة جريئة أقدمت عليه." لم يرَ فيليكس أي امرأة بمثل برودة صوفي وجمالها. وسأل رئيسه قائلًا: "يا سيد تريستان، هل تعتقد أنه يمكننا الوثوق بها؟" "ما رأيك؟" لم يعذب تريستان نفسه حتى بإلقاء نظرة عليه. "مثيرة للاهتمام." شعر فيليكس بالارتباك. هل وصفها السيد تريستان توًا بالمثيرة للاهتمام؟ وسأله: "يا سيد تريستان، هل أعجبتك؟ أجل، أعترف أنها جميلة. في الواقع، هي أجمل من الحسناوات المعروفات في جيبسدايل." ثم صاح قائلًا: "لكنها صغيرة جدًا في السن!" رمقه تريستان بنظرة حادة. "كم أنت سطحي." صمت فيليكس فجأة. أجل، أنا سطحي. الرجال سطحيون جميعًا!