أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بعد أن أنهى آندي مكالمته، سارع للخروج من المكتب وصاح قائلًا: "يا سيد تانر الأكبر، انتظر من فضلك. سأقبل بالآنسة صوفي تانر كتلميذة لدينا." تغير موقفه بشكل كامل. حتى جوزايا لم تكن لديه فكرة لماذا قرر المدير تغيير رأيه فجأة. فسأله جوزايا قائلًا: "هل أنت متأكد، السيد لانغستون؟" "هذا صحيح يا سيد تانر الأكبر. سأدبّر وضعها في أحد الصفوف على الفور." اتصل آندي فورًا برئيسة الأكاديمية في الثانوية وأبلغها بتسجيل صوفي الفوري. تماشت صوفي مع موضوع التسجيل، لكنها كانت تدرك أن الأمور ليست بالبساطة التي تبدو عليها. سرعان ما وضعت الرئيسة الأكاديمية صوفي في أسوأ صف ضمن الثانوية. وبعدما تسلّمت صوفي زي المدرسة، أحيلت إلى المعلم الرئيسي للشعبة الثامنة من السنة الثالثة، ديريك هايز. قبل أن يغادر جوزايا المكان، وجّه الكلام إلى ديريك قائلًا: "عليّ تحميلك مشقة الاعتناء بصوفي، يا سيد هايز." رد عليه ديريك بتهذيب قائلًا: "لا مشقة في ذلك أبدًا يا سيدي! عليك أن تعود إلى المنزل. سأقود صوفي إلى صفها قريبًا." كان هذا الجواب الوحيد الذي يمكنه الرد به، لأن كل تلميذ في ثانوية جيبسدايل العليا له والدين ثريين أو نافذين ليس من صالح المعلمين إهانتهما. كان ديريك المسؤول عن الشعبة الثامنة من السنة الثالثة في الثانوية، لذا رافق صوفي شخصيًا إلى صفها الجديد. عندما وصل إلى الصف، أعلن قائلًا: "مرحبًا جميعًا، لدينا طالبة جديدة في صفنا. ستقدم نفسها. يرجى أن ترحبوا بها ترحيبًا حارًا." صعدت صوفي إلى المنصة في الجزء الأمامي من غرفة الصف وكتبت اسمها الكامل على اللوح. ثم، أعلنت قائلةً: "مرحبًا جميعًا، أدعى صوفي تانر." صوفيتانر؟ تهامس زملاؤها الجدد بغضب. "أليست هذه صوفي تانر التي طُردت منذ خمس سنوات؟" "أظن ذلك! كانت في صفي." "سمعت بأنها أجهضت جنينها حين كانت في سنتها الأولى من الثانوية. هل تعرفون ما إن كان ذلك صحيحًا؟" "هذا صحيح! آنذاك..." تكلم ديريك فجأة قائلًا: "حسنًا يا جماعة، اهدؤوا. ثمة مقعد في نهاية الصف يا صوفي. يمكنك الجلوس هناك." ذهبت صوفي بطاعة إلى آخر صف من المقاعد وتجاهلت الأنظار الساخطة الموجهة إليها. لم يكن تلامذة الشعبة الثامنة من السنة الثالثة يحصلون على درجات مذهلة. بطبيعة الحال، ينتمي معظمهم إلى أوساط النخبة. تشير تربيتهم إلى أنهم ليسوا جبناء على الإطلاق. وما إن أنهى ديريك حصته الدراسية، حتى توجهت كويني لاين إلى صوفي وتهكّمت منها قائلةً: "هذه حقًا أنت يا صوفي! لا أصدق أنك تتحلين بما يكفي من الوقاحة لتعودي إلى جيبسدايل. لو كنت مكانك..." قاطعتها صوفي فجأة قائلة: "أغلقي فمك يا كويني." لطالما كانت كويني فردًا من مجموعة ويلو، وضايقت صوفي في الماضي بما فيه الكفاية. كانت صوفي تعاني صداعًا بعد ليلة خالية من النوم في منزل غريب، ولم تكن في مزاج يسمح لها بتحمّل سلوك كويني المتعفف. للأسف، لم تخش كويني صوفي على الإطلاق إذ إنها أمسكت بيدها وواصلت كلامها قائلة: "لم نعد في هورينغتون يا صوفي. هل اعتبرت نفسك عالية الشأن في جيبسدايل؟" كانت كويني لا تزال تعتقد أن شقيقة ويلو خنوعة كما في السابق. راحت عينا صوفي الجميلتان تضيقان بشكل خطير. في طرفة عين، أدارت صوفي يدها وأمسكت بمعصم كويني، ولوتها إلى الخلف بسهولة. "آخ!" صرخت كويني من الألم. لاحظ زملاؤهما التهديد في عينيّ صوفي، ولم يجرؤ أحدهم على التدخل لفض النزاع. أعلنت صوفي قائلة: "لا أريد افتعال المشاكل، ولكني لست هدفًا تتنمرون عليه. تذكري كلامي هذا يا كويني، لستُ صوفي التي كنت تعرفينها منذ خمس سنوات، لا يمكن لأي كان الدوس على كرامتي. آه، صحيح! أنا متأكدة من أنك تتذكرين ما فعلتن بي منذ خمس سنوات، سأحرص على أن تتجرعن المرارة عينها التي ذوّقتنني إياها في وقت قريب." شعرت صوفي فجأة بأنها أحسنت في اتخاذ قرار العودة. وبعد ما حصل، دفعت صوفي بكويني بعيدًا عنها بعنف، ما أدى إلى سقوط الفتاة أرضًا. بقيت كويني مبغوتة. كانت صوفي مخيفة جدًا. لا يمكنني السماح لصوفي بالبقاء في جيبسدايل، علينا أن نتخلص منها! قضت صوفي الحصتين الأخيرتين في الصف وهي مستلقية على مكتبها غارقة في النوم. بعد انتهاء دوام المدرسة، التقطت حقيبتها وغادرت. عندما خرجت صوفي من بوابة المدرسة، لمحت فيليكس وهو ينتظرها خارجًا. لا بد من أن السيد لانغستون غيّر رأيه بسببهما! قبل أن يتفوه فيليكس بأيّ كلمة، ركبت صوفي السيارة التي إلى جانبه من تلقاء نفسها. لم يلفظ فيليكس كلمة من الخطاب الذي أعدّه. صرّحت صوفي، وعينيها تتّقدان بنفاد الصبر، قائلة: "تريستان لومبارد، أليس كذلك؟ أنقذتك المرة الماضية، وساعدتني اليوم، أي أننا أصبحنا متعادلين. لا تأت بحثًا عني مجددًا." اعتبرت صوفي أن فيليكس وتريستان شخصيتان معقدتان، ولم ترغب في التورط معهما أكثر مما فعلت. أمّا تريستان فأردف ردًا على كلامها: "توازي حياتي ثروة." كان كل ما طلبه من فيليكس إجراء اتصال بسيط، وهذا لا يقارن بما فعلته هي له. وأكمل قائلًا: "أنا تريستان لومبارد من مجموعة لومبارد، وأحتاج إلى مساعدتك." أربكت كلماته فيليكس، الذي راح يتساءل في قرارة نفسه: يمكننا أن نحصل على أيّ شخص نريده في العالم، لماذا يصر السيد تريستان على صوفي تانر؟ نظرت صوفي إلى تريستان وقالت بجفاء: "درجاتي سيئة وكذلك أخلاقي. ما الذي تريده مني بالضبط؟" لم يحدق الناس في عينيّ تريستان سوى نادرًا، وأدرك في تلك اللحظة أنه يحدّق في شابة استثنائية. جاء رد تريستان: "مهاراتك الطبية." "مهارات طبية؟ هل تمزح معي؟ أنا تلميذة في الثانوية في الثامن عشر من العمر. ماذا أعرف عن الطب؟ قلت لك الأمر مرارًا. تمكنت من إزالة الرصاصة من جسدك بضربة حظ. لكنت ميتًا الآن لو لم يكن الحظ حليفي." لم يفعل تريستان سوى الإصرار: "أنا جاد يا صوفي. أرجوكِ أن تفكري في عرضي جيدًا." يُقال عن مجموعة لومبارد إنها الشركة التي يرغب جميع النخبة في جيبسدايل في التعاون معها، وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن هذه الشابة تستهزئ بالفرصة الذهبية. شعرت صوفي بالإرهاق لدرجة أنها لم تقوَ على الجدال معهما. كان من الواضح أنهما لن يستسلما بغض النظر عما قالته. فترجلت من السيارة. تذمر فيليكس قائلًا: "تكلّم بصدق يا سيد تريستان إن كنت تحاول جذبها! من الواضح أن أعذارك الغريبة لا تخدعها." نظر تريستان إليها وهي تبتعد، متيّمًا بها تمامًا. بعد أن ترجلت صوفي من سيارة تريستان، رن هاتفها. فتحت جهازها ورفضت المكالمة ما إن رأت رقم الهاتف. يبدو أن المتصل لا يفهم معنى الاستسلام واتصل بصوفي أكثر من عشر أمرار. بهزة من كتفيها، استسلمت صوفي وأجابت على المكالمة قائلة بغضب: "يستحسن أن تحملي أخبارًا مهمة. فأنا في مزاج سيء اليوم." لم تتأثر باترفرلاي فورة غضب صوفي وقالت: "فانتوم، لا يكف مزاجك السيئ بشكل مستمر عن إثارة دهشتي. متى ستعودين؟" "قولي لي ماذا تريدين!" "حسنًا! يا للعجب. ثمة مهمة. هل ترغبين في القبول بها؟" إن شخصية فانتوم معروفة بقبول المهام وفقًا لمزاجها، لكنها كانت تتمتع بسجل مثالي. لم يكن وضعها كأصغر عضو سنًا في فريق أجنحة النور تحمل أيّ أهمية مقابل صفتها كأفضل عنصر فيها. أجابتها صوفي بشكل مقتضب: "كلا." حثتها باترفلاي قائلة: "فانتوم، هذه المهمة متعلقة بأمان الإنترنت في تشانايا. آمل أن تفكري في الأمر مليًا قبل أن ترفضي المهمة." لو أن فانتوم رفضت أيّ مهمة أخرى، لكانت باترفلاي تركتها وشأنها. تحرّك اهتمام صوفي التي قالت: "أمان الإنترنت؟ حسنًا. أرسلي المعلومات إليّ." وأغلقت الخط فورًا بعد ذلك. كان لدى باترفلاي المزيد لتقوله لكنها توقفت عن الكلام بعد سماع تعليمات صوفي. أعدّت المعلومات بسرعة لتلقي صوفي نظرة عليها. في هذه الأثناء، عاد تريستان إلى مكاتب مجموعة لومبارد مسرعًا بعد تلقي اتصال من تشارلز كويغلي. وأعلن هذا الأخير بحماسة قائلًا: "لقد ظهر فانتوم يا سيد تريستان." لن يتفاجأ أحدهم إن غاب تريستان عن الوعي بعد اكتشاف ظهور نجمه المفضّل. أردف تريستان قائلًا: "احشد الجميع في الشركة. يجب أن أكتشف هوية فانتوم". كان فانتوم يُعدّ أمهر قراصنة الإنترنت في الوجود، ولا أحد يعرف جنسه أو هويته. يُعتبر أسطورة، وترغب كل شركة دولية في توظيف خدماته. مع تسلّم فانتوم زمام الأمور، يصبح عدم أمان الإنترنت خبرًا من الماضي.