الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء.


أساليب الآباء الخاطئة وغير المدروسة في التربية تؤثر بشكل سلبي على الأبناء في المستقبل وتُضعف من شخصياتهم بين وخاصة بين أقرانهم.
في حال كان الآباء السيئون يشعرون بالقلق بشأن ما إذا كانوا تتخيتخذون الخيارات الأبوية الصحيحة فهذا هو علامة جيدة على أنهم ليسوا آباء سيئون في الواقع.
في بعض الأحيان قد يشعر الكثير من الأهل في تصرفاتهم الخاطئة واتباعهم الأساليب الخاطئة في التربية بمدى خطورة الأثر السلبي على الأبناء وتكون هذه الآثار طويلة المدى، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتفاعلات السلبية مع غيرهم، كما ويصبحون أكثر عرضة لمشاكل العلاقات والاكتئاب والقلق والعدوانية.
أثر الأساليب الوالدية الخاطئة على شخصية الأبناء
الأطفال الذين ليس لم يتلقوا أساليب والدية جيدة، وكانت تربيتهم تقوم على أساليب والدية خاطئة وجدوا التأثير السلبي على شخصياتهم بعد تقدمهم في العمر، ومنا أكثر الآثار الواضحة لدى الأبناء، والتي هي نتيجة أنماط مستمرة من السلوك السلبي، وهي ما يلي:

الإدراك السلبي للذات

إن الخطأ الأبوي الذي يمكن أن يكون له عواقب دائمة هو الإفراط في استخدام التسميات السلبية والتشهير بالأبناء، ووفقًا للمعالجين النفسيين فإنّ هذا الأمر من استخدام تسميات سلبية مثل إطلاق الأسماء يؤثر بشكل كبير على إحساس الطفل بذاته ويساهم في السرد الذاتي السلبي طويل الأمد والنبوءات التي تتحقق ذاتيًا.
وينتج عنه هو عواطف ومشاعر القهر، والتظلم وتصبح متأصلة بعمق في النفس والشعور بالذات، ونظرًا لقوتها فإن العديد من الأشخاص بما في ذلك الآباء يولدونها لردع السلوك السلبي أو التحفيز تجاه السلوكيات الإيجابية.
ومع ذلك عندما يصبح التشهير والتصنيف السلبي أسلوبًا شائعًا، فإنّ الأطفال يبدأون بعد ذلك في استيعاب هذه الرسائل السلبية وتجسيدها.
إنهم يتعلمون التحدث إلى أنفسهم بالطريقة التي تم التحدث بها معهم، مما يديم المشاعر السلبية ويصبحون شديدو النقد الذاتي.
وعلى المدى الطويل، يسعى الأشخاص ذوو التصورات الذاتية السلبية غالبًا إلى إقامة علاقات من شأنها تعزيز الرسائل التي اعتادوا على سماعها.

قضايا السيطرة والتمرد.

الأطفال الذين يعانون من الانضباط الصارم يمكن أن يواجهوا مشاكل في السيطرة على الآخرين، واضطراب الوسواس القهري، وغيرها من السلوكيات المقلقة، إلى جانب العقلية الجبانة والخوف من تجربة أي شيء جديد.
على الطرف الآخر فإنّ الطفل يصبح عندما يكبر ممن يناقض والديه، ويبدأ في مخالفتهم دون إدراك الأفضل له، ويبدأ فقط في مخالفة القواعد، والإنخراط في سلوكيات سلبية.

مشاكل عاطفية وسلوكية.

يمكن أن تؤدي التربية القاسية، والتي تشمل التهديدات اللفظية أو الجسدية، والصراخ المتكرر، والضرب، إلى جانب العواقب السلبية المباشرة لسلوك معين، إلى أن يعاني الأطفال من مشاكل عاطفية وسلوكية، مثل العدوانية واتباع التوجيهات في المدرسة.

الأساليب الخاطئة في تنشئة الطفل.


يمكن أن يؤثر أسلوب التربية الخاطئ الخاص بك على كل شيء بما يخص شخصية إبنك، ودائمًا لابد من التأكد من أن أسلوبك في التربية يدعم النمو والتطور الصحي لأن الطريقة التي تتفاعل بها مع طفلك وكيفية تأديبها ستؤثر عليها طوال حياتها.
وهناك أربعة أنواع من الأساليب الوالدية في التربية، ويتخذ كل نمط منهجًا مختلفًا في تربية الأطفال ويمكن تحديده بعدد من الخصائص المختلفة:

النمط الاستبدادي.

في حال كنت لا تأخذ بالمشاعر التي يشعر بها ابنك في الاعتبار، أو أنّك تعتقد في داخلك أنّ على ابنك أنْ يستمع وينفذ القواعد التي تضعها له فأنت تتبع النمد الاستبدادي في تربيته، وهذا الأمر له الكثير من التأثيرات السلبية على شخصية ابنك سواء في الصغر أو قد تجدها تكبر معه كلمّا كبُر في العمر.
ومن تأثير النمط الاستبدادي في تربية الأبناء ما يلي:
يصبح لدى الأبناء دائمًا شعور بتأنيب الضمير والأسف على أي خطأ ويبدأون في جلد ذاتهم.
ينمو لدى الأطفال شعور بأنّهم بحاجة دائمًا لاتباع القواعد حتّى لو كانت لا تعجبهم، ويشعرون أنّه ليس من حقهم التعبير عن رأيهم.
تتطور لدى الأبناء خطورة مشاكل احترامهم وتقديرهم لذاتهم، وذلك لأنّ آرائهم لا تؤخذ بعين الاعتبار.
قد يميلون إلى التصرفات العدوانية وذلك بدلًا من تفكيرهم بما هو مناسب لهم في مستقبلهم القريب والبعيد.
يميلون إلى التفكير بالكذب كمخرج لهم من أي خطأ وذلك لخوفهم من العقاب.

نمط التساهل.


تجد الآباء المتساهلون يتدخلون فقط عندما تكون هناك مشكلة كبيرة وخطيرة فقط، ودائمًا ما يضعون القواعد لأبناءهم ولكن نادرًا ما ينفذها الأبناء، وليس لهم أي أسلوب عقابي في كثير من الأحيان.
يميل الآباء في استخدامهم هذا النمط في التربية إلى التسامح وإعطاء الفرص في كثير من الأحيان لأبناءهم، ويكون دورهم الأكبر هو دور الصديق.
وبالرغم من الايجابيات الكثير لهذا النمط في التربية، هناك بعض من السلبيات والآثار من وراء اتباع الآباء لهذا النمط، وهي ما يلي:
من الممكن أنْ يعاني الأبناء في تحصيلهم الأكاديمي وذلك لعدم وجود أي رادع لهم.
ينتج عنهم مشاكل سلوكية أكثر من غيرهم من الأطفال وذلك لأنّهم لا يعطون أدنى تقدير للسلطة ولا للقواعد.
في بعض الأحيان وعندما يكون الوالدين متساهلين جدًا يُعرض هذا الأمر الأبناء لمزيد من المشاكل الصحية، حيث أنّهم لا يجدون فرضًا من والديهم عليهم لتجنب الوجبات السريعة أو حتّى استخدامهم للفرشاة في تنظيف الأسنان.

أسلوب الإهمال وعدم المشاركة.


يختلف هذا النمط عن غيره من أنماط التربية، وفيه تقصير واضح من الوالدين في حق الطفل سواء في الأمور الحياتية اليومية أو حتّى في تقديم المشاعر لهم.
يتبع الوالدين هنا أسلوب عدم مشاركة أبناءهم أمورهم الخاصة، ولا يبحثون في معرفة احتياجات أبناءهم، ولا يعطون الأبناء الوقت الكافي من وقتهم لسماعهم أو لحل مشكلاتهم، أو لتسليتهم.
وهذا الأمر يؤثر تأثر غير مباشر على الأبناء ومن التأثيرات التي قد تكون سلبية على الأبناء ما يلي:
لا يجد الأبناء أي نوع من أنواع التوجيه أو الإرشاد أو الاهتمام من الوالدين.
يصبح الأبناء في حالة تشتت دون معرفة ما يناسبهم وما هو أفضل لهم.
يحتاج الأمر المزيد من الجهد من الأبناء لتسيير أمور حياتهم الخاصة، فهم مسؤولون عن أنفسهم دون أي مساعدة أو دعم من أحد على الأغلب.
يفقدون الكثير من الوقت والطاقة والذي من الممكن أنْ يتم استغلاله لتطوير أنفسهم وتأمين مستقبلهم.
في بعض الأحيان يميلون إلى الأداء السيئ في مدارسهم، وتحصيلهم الأكاديمي لا يكون جيدًا بما يكفي.
دائمًا ما يشعرون بالنّقص والوحدة.


أساليب التربية الخاطئة.

هناك بعض الأشياء التي يعتبرها أي شخص بشكل عام سيئة في التربية، مثل:

الإساءة الجسدية.
الإهمال.
الاعتداء العاطفي.
الاعتداء الجنسي.
وهذه هي أخطر سمات السلوك وأكثرها ضررًا والتي يربطها معظمنا بالتربية السيئة، وهذه هي الأشياء التي يجب معالجتها على الفور بمساعدة متخصص.
ولكن بخلاف إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم هناك أيضًا أشياء قد يفعلها أو يقولها الآباء والتي يمكن حتى عن غير قصد، أن تؤدي إلى نتائج سلبية على الطفل.
يعد إدراك الآباء لأسلوب التربية الذي يتبعونه وبحثهم عمّا إذا كانوا يفعلون هذه الأشياء يمكن أن يساعدهم على تحسين أساليبهم التربوية وتقليل حدة التأثير على الأبناء.
إن إجراء تقييم صادق لأسلوبك في التربية ليس دائمًا مهمة سهلة، ولهذا السبب من المهم أولاً فصل السلوك عن الشخص.
نصائح تفادي الأساليب الخاطئة في التربية.

إنّ السلوكيات الوالدية الخاطئة والسلبية يمكن أن تعرض الأطفال للخطر، إلا أنه ليس العامل الوحيد الذي يحدد النتائج.
حتى الآباء الذين لديهم أسلوب إيجابي في الانضباط والتفاعل يمكن أن يكون لديهم أطفال يعانون من مشاكل سلوكية أو عاطفية.
الأبوة والأمومة هي عملية مستمرة، وغالبًا ما تكون صعبة، لكن يمكنك العمل على التغلب على الرسائل السلبية التي تعلمتها من والديك مثلًا في حال تلقيت أسلوب تربوي سيء معا والديك، وأنْ تبدأ في بناء علاقة صحية مع أطفالك.
وفيما يلي بعض النصائح لمساعدتك على التركيز على الجوانب الإيجابية:

استمع إلى أفكار طفلك ومشاعره.

كلنا نريد أن نسمع، وعلى الرغم من أننا لا نتفق دائمًا مع ما يقوله الآخرون، إلا أن الجميع بحاجة إلى من يستمع إليه.
وعندما يتعلق الأمر بأطفالك، فإنّ الأمر متعلق لسماع مخاوفهم وإحباطاتهم، والتحقق من صحة مشاعرهم، وتوضيح أن لديهم الحق في أن يغضبوا، ولكن ليس لديهم الحق في التصرف مثل رمي أقلام التلوين في الغرفة، وبدلاً من ذلك قدم لهم بدائل لمختلف المشاعر.
قدم العواقب المناسبة.
من الأهمية بمكان توفير العواقب التي تعلم طفلك درسًا إيجابيًا، وإن ضرب الأطفال لا يعلمهم شيئًا عن العواقب، ويمكن أن يؤدي إلى الاستياء والغضب، جنبًا إلى جنب مع ذهاب الطفل إلى المدرسة وضرب الأطفال الآخرين.
بدلاً من ذلك استخدم مخطط المكافآت أو اجعلهم يكسبون الوقت في فعل شيء يستمتعون به، وعند أخذ شيء ما بعيدًا، لا تأخذه بعيدًا لمدة أسبوع، فقط خذه بعيدًا في فترة ما بعد الظهر، وتأكد من أن النتيجة مناسبة للسلوك الذي تقوم بتصحيحه.
تصنيف السلوك وليس الطفل.
إذا أراد الآباء التصنيف بين الجيد والسيء فعليهم التأكد من أنهم يصنفون السلوك وليس الشخصية، على سبيل المثال عندما يتصرف أحد الأطفال بطريقة غريبة، ذكّره بأنه سلوك متنمر بدلاً من قول أنت متنمر.
لا تحجب الانتباه

نحن جميعًا نغضب من أطفالنا، لكن تجاهلهم يربك الطفل فقط، وعلى الوالدين أنْ يشرحوا لأطفالهم غضبهم تجاههم وسببه، شرح لهم، وإعلامهم أنّك على الرغم من أنك غاضب منهم، إلا أنك ما زلت تحبه.

أظهر الحب والعاطفة.

إن إظهار الحب والعاطفة يعني أكثر من مجرد إخبار طفلك أنك تحبه، ويأتي أيضًا من دعم طفلك وقبوله، وكونك حنونًا جسديًا، وقضاء وقت ممتع معًا.

دعهم يخطئون.

الحياة فوضوية لذا اسمح لأطفالك باستكشاف كونهم مبدعين ويرتكبون الأخطاء، دون خجل أو انتقاد، وعندما يرتكبون خطأ، اسأل طفلك ما الذي كان يمكن أن تفعله بشكل مختلف؟”
استخدم أخطائك كفرصة لتظهر لهم أن التعلم لا يتوقف أبدًا، وأننا جميعًا يمكن أن نمر بأيامنا السيئة، والاعتراف بارتكاب خطأ والاعتذار ومحاولة التحسن أمر جيد للجميع.