أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ألعاب الأطفال في الهواتف تحد من إبداعهم وخيالهم وتبطئ تطورهم الحسي والبصري والحركي (شترستوك) غزت التكنولوجيا كل جزء من حياتنا، وجعلت هذه الحياة أكثر سهولة وكفاءة في كثير من الأحيان، ولكنها خلقت كثيرا من المشاكل أيضا، والهواتف الذكية أصبحت جزءا من هذه الثورة التقنية التي صارت شيئا أساسيا في حياتنا. فما تأثير هذه الهواتف على أطفالنا في الوقت الذي أصبح فيه من الشائع أن يمتلك الأطفال أجهزتهم الخاصة؟ ألا يجب أن نقلق بشأن التأثير السلبي الذي يمكن أن يحدثه الهاتف الذكي على نمو أطفالنا ومستقبلهم؟ وهل نواصل السماح لهم بامتلاك هذه الأجهزة؟
بالنسبة للدكتورة أدريانا ستيسي فإن الأمر بسيط جدا والإجابة واضحة تماما: "لن أشتري أبدا هاتفا ذكيا لأي من أطفالي". وذلك كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية في تقرير لها مؤخرا. إنه موقف شخصي نتيجة الخبرات المهنية الكبيرة لديها، فهي طبيبة نفسية تعمل بشكل أساسي مع طلاب المدارس الثانوية والجامعات في مدينة فايتفيل بولاية أركنساس الأميركية، وأثناء عملها تطلب بشكل روتيني من المرضى الجدد فتح هواتفهم وإظهار مقدار الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة يوميا. تقول ستيسي "نادرا ما أجد واحدا منهم تقل المدة التي يقضيها على جواله عن 9 ساعات، لذلك يمضي هؤلاء الأطفال والمراهقون وقتا على هواتفهم أكثر مما يقضونه في النوم". الأجهزة تسهم في إعاقة تنمية الطفل مهاراته اللازمة للتعلم (شترستوك) غالبا ما تحث ستيسي هؤلاء الأطفال المرضى على حذف تطبيق واحد فقط كخطوة أولى للعلاج، ولكن بالنسبة لبعض المراهقين الذين وصلوا إلى مكتبها فإن فكرة عدم متابعة "سناب شات" مثلا هو شيء مستحيل. ولذلك تقول لهم "لا يمكننا المضي قدما في علاجك حتى تتوقف عن استخدام هاتفك. لكنهم بعد أن يسمعوا هذا القول مني لا يعودون للعيادة مرة أخرى. هذا هو مدى قوة الجذب والسيطرة لهذه الأجهزة". لذلك اتخذت ستيسي (أم لـ4 أطفال) قرارها "هذه الهواتف ليست لأطفالي". وتقول "إذا كانوا يريدون واحدا عندما يبلغون 18 عاما، ولديهم وظيفة، ويمكنهم تحمل تكاليفها، فهذا اختيارهم، أما أنا فلن أشتري لهم أبدا هاتفا ذكيا". قد تكون ستيسي متشددة في هذه الحرب التي تدور رحاها كل يوم بيننا وبين أطفالنا في بيوتنا، حيث يحاول الكبار الحد من استخدام الهواتف الذكية الذي يعتقدون أنه يمكن أن يكون ضارا للأطفال. والمفاجأة الكبرى أن الآباء لا ينتصرون في هذه المعركة، وذلك لأنهم لا يواجهون أطفالهم فقط ولكن أيضا يواجهون صناعة تكنولوجية جبارة تدفع المنتجات المصممة خصيصا كي تسبب الإدمان في مجتمع استسلم إلى حد كبير للمعايير والإلحاحات والتوقعات التي أنشأتها كل هذه الهواتف والتطبيقات. هل نستسلم تماما؟ قبل أن تفعل ذلك نقدم لك 5 أسباب تمنعك من شراء هاتف ذكي لطفلك كما فعلت الدكتورة ستيسي، والقرار بعد ذلك يعود لك، وذلك كما ذكرته منصة "لايف هاك" (Life Hack) مؤخرا. الهواتف الذكية تعيق التواصل المباشر والمستمر بين الوالدين والأطفال في مرحلة الطفولة (شترستوك) 1- تغير طبيعة العلاقة بين الوالدين والطفل رغم أن الهواتف الذكية يمكن أن تكون مريحة، فإنها تغير الارتباط الذي من المفترض أن يكون موجودا بين الوالدين والطفل، وذلك لأن التواصل المباشر والمستمر بين الوالدين والأطفال في مرحلة الطفولة شيء جوهري وأساسي كي ينمو الأطفال بشكل صحي وسليم، وفي هذه العلاقة يتعلم الأطفال من الوالدين الكثير من الأشياء المهمة جدا لتطورهم ونضجهم، كما يطرحون كثيرا من الأسئلة، ويراقبون تصرفات الأبوين ويتعلمون منهم. لكن من خلال ارتباط الأطفال وتعلقهم بالهواتف الذكية تتكون لديهم إجابات سريعة وفورية ومن دون جهد، وهو ما يعني الاستغناء عن الدعم الذي يوفره الوالدان لأطفالهما مع غياب القدوة والنموذج، إذ يستولي الهاتف الجوال على هذه الأدوار، وهو ما قد يؤدي إلى قيام أطفالك باختيارات سيئة على المدى الطويل تؤثر سلبا على مستقبلهم كله. الهاتف الذكي يوفر منصة للطفل للألعاب المثيرة من غير حاجة إلى إعمال التفكير أو الابتكار (شترستوك). 2- تحد من نمو الأطفال العقلي والإبداعي يتعلم الأطفال من خلال اللعب مع بعضهم البعض، حيث ينمو عقلهم ويتطور، ويبدؤون أيضا اختراع ألعاب أخرى خاصة بهم، أو لتعويض ما ينقصهم من ألعاب من خلال صناعتها بأيديهم الصغيرة، كما كان يحدث معنا ومع جيلنا حين كنا نصنع سياراتنا وكراتنا وعرائسنا، وهو ما يعني تنمية التفكير الإبداعي الخلاق لدى الأطفال. ولكن مع سهولة الوصول من خلال الهاتف الذكي إلى أغلب ألعابهم، أصبحت لدى الأطفال الآن منصة سهلة ومباشرة للعب ما يشاؤون من الألعاب المثيرة، من غير حاجة إلى إعمال التفكير أو الابتكار، وهذه الألعاب تحد من إبداعهم وخيالهم وتبطئ تطورهم الحسي والبصري والحركي. دراسة علمية أثبتت أن وجود الهاتف الذكي في غرف نوم الأطفال سيؤدي إلى السهر وتأخير موعد النوم (شترستوك). 3- تتسبب في حصولهم على قسط أقل من النوم. يحتاج الأطفال للنوم بشكل كاف كي تنمو أجسامهم بشكل صحي وسليم، وأثبتت دراسة علمية أن وجود الهاتف الذكي في غرف النوم سيؤدي إلى السهر وتأخير موعد النوم، وعدم حصول الأطفال على قسط كاف من النوم بسبب انشغالهم باللعب في ساعات الليل؛ مما يؤدي إلى شعورهم بالتعب والإرهاق في اليوم التالي، حيث يحتاج الطفل إلى إراحة دماغه ليواصل نشاطه في الصباح، وبالتأكيد لن يساعده الهاتف الذكي في تحقيق ذلك.
الطفل لا يُمنح الفرصة للتفكير في تأثير وسلبية أفعاله أو ما يقوله، فمع الهاتف الذكي تحدث الأشياء بسرعة (شترستوك) 4- لا تمنح الأطفال الوقت للتفكير أو التعرف على عواقب أفعالهم. تخيل أن طفلا ما يُجري محادثة على أحد مواقع الدردشة ثم تسوء الأمور. يقوم الطفل على الجانب الآخر بشتمه وسبه، وهنا سيرد طفلك بسرعة تامة على الشتيمة بشتيمة مماثلة ويسب الطفل الآخر، وهذا مجرد مثال بسيط. يحدث هذا لأن الطفل لا يُمنح الفرصة للتفكير في تأثير وسلبية أفعاله أو ما يقوله، فمع الهاتف الذكي تحدث الأشياء بسرعة. الهاتف الذكي ضار بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للطفل لأنه يصرف انتباهه عن الأشياء الأكثر أهمية (شترستوك). 5- يعيق القدرة على التعلم. وفقا للباحثين، يعد الهاتف الذكي ضارا بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية للطفل لأنه يصرف انتباهه عن الأشياء الأكثر أهمية، حيث يمكن أن يؤدي استخدام وقت الشاشة التفاعلي على هذه الأجهزة أيضًا إلى إعاقة تنمية الطفل للمهارات اللازمة للتعلم، خاصة في مجالي الرياضيات والعلوم الضرورية جدا لتقدمه الدراسي والعلمي والمهني في المستقبل. وبعد هذا، هل ستشتري هاتفا ذكيا لطفلك؟