أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لم تكن هذه هي المرّة الأولى التي نتوجّهُ فيها أنا وأبي وأخوتي إلى البحر لصيد الأسماك، فقد اعتدنا السفر معًا إلى شاطئِ البحر في قيسارية أو جسر الزرقاء أو الطنطورة نحمل زادَنا و"عدّتَنا" لنقضيَ الساعاتِ نمارسُ هوايةَ الصيد! لكن ما جرى اليوم أمرٌ مُفرِحٌ لا يُنسى! اليوم رافقتنا أمّنا في رحلتنا إلى الصيد! البارحة، في الليل، قمنا بالتحضير لهذا المشوار؛ وضعت أمّي عددًا من زجاجات الماء والعصير في الثلّاجة لتصبحَ باردة، وجهّزتْ وجبةً خفيفة من الأرغفةِ معَ الجبنة والخضار وبعضِ الفواكه الطازجة. أمّا أنا، وبمساعدة أخوتي، فقد قُمنا بتحضير "عدّة" الصّيد؛ حيثُ ربطنا خيوطًا جديدة من النايلون على القصبات، ثمّ وضعنا "البلابل" – العوّامات - من الفلّين في آخر الخيوط مع "ثقّالات" من الرّصاص وربطناها بالصنانير الحادّة المعقوفة، كذلك "طبخنا" عجينةَ الطُّعْم من الطّحين المخلوط بقليل من السكّر والزيت! ومع ظهور خيوط الفجر الأولى استيقظ الجميعُ بحماس، وبعد الاستحمام لبسنا الملابس الخفيفة وانتعلنا أحذيةً رياضيّة، ووضعنا قبعاتٍ لتقينا حرّ الشمس، ثم تناولنا القليلَ من الطعام. بعد ذلك، حمّلنا العدّة و"الزوّادة" في السيّارة وصعدنا متّجهين إلى شاطئ قيسارية. انطلقت السيّارة يقودُها أبي، وجلست أمّي بجانبه في المقعدِ المجاور، أمّا نحن، الأخوة الخمسة، فقد "حشَرنا" أنفسَنا في المقعد الخلفيّ! وصلنا قيسارية مع بزوغ الشمس في ذلك اليوم من فصلِ الصّيف. نزلنا إلى الشاطئ وكانت نسماتٌ خفيفةٌ منعشة تهبّ من الغرب، وكان البحرُ هادئًا بلا أمواج. حملَ كلّ واحدٍ منّا صناّرته، وتقدّمنا بحذرٍ نمشي على الصّخور المحاذية لماء الشاطئ حتّى وصلنا إلى المكانِ الملائم الآمِن للصّيد! فتح كلّ واحد صنارتَه الجاهزة مع "الطُعم" وألقاها في المياه القريبة، وفي أثناء ذلك رمى أبي القليلَ من "العلف"المكوّن من فتات الخبز
المبلول لإغراء السمك وجذْبِه قريبًا منّا. كانت أمّي بجانبي على الصخرة التي أقفُ عليها، فرجوتُها أن تأخذَ صنّارتي وتجرّبَ حظّها في الصيد، تردّدتْ في البداية، ولكنّني كرّرتُ الطلبَ فوافقت. ناولتُها صنّارتي الجاهزة مع الطُّعم وشرحتُ لها كيف تتمُّ عمليّةُ الصيد! (كان أبي هو الذي علّمنا ذلك سابقًا) ألقت أمّي الصنّارة في الماء، ورحتُ أراقبُ البلبل - العوّامة - لعلّه "يغطس" في الماء مشيرًا إلى أنّ سمكة قد علقت بالصنّارة، ولكن لم يحدثْ ذلك في المحاولة الأولى ولا في المحاولات التالية! وتكررت المحاولاتُ، وفجأة غطس بلبلُ الصنّارة في الماء فصحتُ: أمّي أمّي شدّي الصنارة وارفعيها فقد علقت بها سمكة! وبدأت أمّي تشدُّ الصنارة وترفعُها إلى الأعلى، والسمكة العالقة تقاومُ وتجذب إلى الأسفل، وتقدّم أبي الذي كان يقف قريبًا منّا على الصخرة ليساعد أمّي، وأسرع جميعُ أخوتي والتفّوا حول أمّي وهم يهلّلون بفرح: أمّنا صادت سمكةً! أمّنا صادت سمكة! وأخيرًا، نجحت أمّي بإخراج الصنارة من الماء وهي تحمل سمكة ذهبيّة جميلة مخطّطة! ويا لفرحتنا جميعًا! أمّي صادت سمكة! وسمكة أمّي كبيرة وجميلة لها خيوطٌ ذهبيّة! كم كانت أمّي سعيدة! كم كان أبي سعيدًا! وكم كنّا نحن الأخوة سعداء! فأمّنا صادت سمكةً جميلة ذهبيّةَ اللون!! [/size]