أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لا نزال نتنفس الحياة ونتهادى بين جنباتها نُقارع ما يكتنفها وينتابها من غربة روح وبعد جسد ، فبينما كان الوصل نتقاسمه بين من نبدد بهم ذاك الضيق والأدواء ، نشكو لهم ما حضر ووقع في كياننا ووجداننا من رزايا ثقال أثقلت كاهل صبرنا وعزمنا ، لتكون السكينة بمواساتهم ، والمسح على قلوبنا بكلمات التشجيع والإطراء .
ليتبدل الحال للنقيض ! فبعدما كان ذكرهم لنا دواء أصبح هو الداء ، والتواصل معهم سر الحياة بات بعدهم عنا فيه معنى الفناء !
السعادة : التي يسعى إليها ويخطب ودها كل الأنام ويُسعى لنيلها ولو بذلوا من أجلها كل غالٍ ورخيص ، ومن فروعها تلك المشاعر التي تُمنح من غير مقابل بل تكون عن طيب نفس لمن تربع على عرش القلب وفيه بات مستكين .
وليس هنالك أعظم من أن تكون تلك المشاعر أداة ضغط وابتزاز من قبل من أهديناهم عزيزها وعظيمها ، لأنهم يعلمون مدى الكم الهائل من المعزة والمحبة وأن الحياة من دونهم ليس لها طعم ولا لون ! يريدون منا أن نجري خلفهم نتوسل إليهم نُصّرح ونصدح بصعوبة الحياة من دونهم . لنبقى بعدهم بين حالين نتقلب بين حديهما :
الحاجة لتلك المشاعر المتبادلة التي كنا نعزف على لحن حروفها . وبين الفراغ الذي أحدثه بعدهم عنا .
عندما نبث الشكوى لأحدهم يقول : لا يستحقون هذا الذي أصابك من قبلهم ! تذكرهم وهم قد جعلوك في طيات ماضيهم ، تتقرب منهم وهم يبتعدون عنك ، تتودد إليهم وهم يقابلون ذاك بالجفاء ويُشيحون عنك الوجوه !
في بعض المرات نلوم أنفسنا لأننا نحن من كان السبب في كل ذلك ! حين أفردنا لهم الحب وأغرقناهم به حتى جعلناهم من ذلك يعظمون في أعينهم ونفوسهم ليكون منهم ذاك :
الغرور و البعد و الجحود !
تنتشينا وتناغينا بعض الوشوشات التي بها نُسّكن ما فينا أن الحياة لن تتوقف في بعدهم ، وإن كنا تعودنا قربهم ووصلهم . نحاول عبثا طردهم من واقعنا من تفاصيل حياتنا ،
ولكن نفشل في كل مرة ! فطيفهم يتعاهد على زيارتنا ليفرضوا بذاك أنفسهم علينا !
المعادلة تعتل وتختل عندما يكون ذاك الشخص قد بادلنا وبادلناه زلال المعزة والمحبة ، وارتشفنا معا شهد المودة ، عرف كل منا سكنات الآخر وحركاته صمته ونطقه ، ومشاغبات حرفه ، ومع هذا يتبدل الحال 180 درجة ليتحول الحب لكره _ وإن كان مجرد احساس ندافعه بحسن الظن كي لا يزداد _
وذاك القرب بعدا ! ليكون له أبعاد وندخل به في متاهات وأهوال !
عندما يأتي الابتزاز من الغريب يكون أمره بسيط ومستساغ ! لكون الأصل أن نكون بالحذر متلفعين ، وأننا لم نُسقط الحساب من تعاملنا معهم فلعل غدرا لنا منهم يُساق .
تتعدد طرق وأساليب الابتزاز حتى تتجاوز حتى الذي لا يخطر على بال ! بتلك الخاتمة من تعقيبكم الكريم يكون طوق النجاة وسلامة البال ، أن يجعل الانسان ما بينه وبين صنوف الأنام مسافة أمان ، كي لا يُعّرض قلبه للصدمات التي تورده وتُسلمه لضواري وكواسر الهموم والملمات .
نواسي ونناغي بها ما اعترك في قلوبنا وشاغب وعارك عقولنا ، لنُربت على ظهر الصبر ليواصل الصبر ،
أحيانا نستجدي بدواعي الايمان لنضمد به الجراح فلعله من باب التبرك ! لأن ما في القلب يُغالب تلكم الحقيقة بأن ذاك الايمان مُجلي لكل الأحزان والدليل هو ذاك الاسترسال في النواح على الأطلال ورفع سقف الأمنيات وإن كانت المعطيات تبدد تلك التمنيات !
ف" ليرحلوا ولا يأتوا " هي كلمة سهلة الحروف ! ويسهل نطقها ولكن لا ولن تجاوز الآذان ! وليس لها حبل وصل لتسُلّ ما في القلب مستقر ومستودع !!
نحاول بها دفع تلك العواطف والمشاعر ولو نهرب بها للأمام من أجل التقاط الأنفاس ، وكما عقبتم به عن ذاك التراجع الذي يفرضه ذاك الحب الذي ليس له دافع غير التغاضي وإرجاع الملام للنفس ولو كنا من وعن ذلك الذنب أبرياء !
كم هو جميل عندما يتلفع الواحد منا ذاك السمت وذاك الاتزان بحيث لا نسرف بحبنا لغيرنا ولا نرفع سقف القداسة والعصمة عن الوقوع في براثن الخلاف وأسباب البعد والجفاء ، فهذه الحياة محفوفة بالمفاجآت والمطبات .
تبقى لكرامة الإنسان ثمن ولحريته دماء تراق ، فمن لم يراعي توسلاتنا فما استحق منا الوقوف على الأطلال وسكب دموع المآقي والحسرة على ما فات ، هنا يكون الدور للعقل الذي يكون للنفس والمشاعر دفة القيادة ليكون بيده الزمام ،
لعلنا بذاك نذكر :
تنظيرات و عنتريات و مغالبات
و مبالغات
ولكن ... " هي في حقيقتها طوق النجاة ، والخروج من قعر تلكم الويلات والمعاناة " .
وما كان الصبر : " إلا المفتاح الذي به نفتح لقلوبنا السعادة وراحة البال " .
هناك من أحب مجهولا : وقد استنزف وقته وهو جالس على ربوة الانتظار ... وقد رسم في مخيلته شكله ... ونقش اسمه في قلبه ... ومع مرور الوقت ... وتقادم الزمان ... تأخر عن الحضور ذلك المجهول ...
وبعد أن دبَّ اليأس في قلب المُنتظِر ... حفر قبرا ... كي يواري جُثمان ذلك المجهول ... وقد كتب على قبره " هنا يرقد ذلك المجهول " !