أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين . أخي الكريم لا شك أن الأسرة هي جزء مهم من المجتمع بل هي ركيزة عظيمة في بنائه حيث إن المجتمع هو تلك الأسر المجتمعة يشد بعضها بعضا يسود بين تلك الأسر المودة والرحمة والتعاطف والتكاتف وقد ورد في الحديث قول النبي صلّى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)
إن ترابط الأسرة فيما بينها يعني ترابط هذا المجتمع وتمساكه، فكم هو جميل جدًا أن نرى ونسمع من واقعنا الإيجابي في أسرنا أسرًا متماسكة في تواصلها، جعلوا المنهج النبوي منهجًا لهم في التعامل والتواصل والابتسامة والتفاهم يسود هؤلاء فوالله إنهم لفي سعادة الدنيا قبل الآخرة
أخي الكريم لا شك أن هذا محض توفيق الله تبارك وتعالى لهم وعندما تلقي نظرة ثاقبة على واقع الأسر فإنك تستنج أسبابًا عدة أوصلت بعض الأسر إلى السعادة المجتمعية بينهم، ولعل من أهم هذه الأسباب:
السبب الأول: حرص كل منهم على بناء الاسرة بالتعامل النبوي الكريم الذي يضمن بإذن الله تعالى اجتماعهم وعدم تفرقهم وذلك من خلال التواصل والابتسامات والتعاطف ومحبة كل منهم للآخر كما يحب لنفسه، ونحو ذلك مما يكون من مخرجاته أسرة إيجابية متماسكة.
السبب الثاني: تكافل هذه الأسرة بأفرادها ماديًا وتربويًا مما يجعل الفرد يُحس بقوة الانتماء العاطفي لهذه الأسرة ويجعله معهم قائمًا مقام الجسد الواحد.
السبب الثالث: التناصح بين أفراد هذه الأسرة في المجالين الديني والدنيوي وعدم الحديث عن الشخص منهم بغيبة أو نميمة بل يتم التوجيه المباشر وغير المباشر على مقتضى ما ورد في سنة النبي صلّى الله عليه وسلم من تصريح أو تلميح لمن يهمه التوجيه.
السبب الرابع: اجتماعات عائلية دورية مرنة في برامجها مؤنسة في أحاديثها يجد الفرد في هذا الاجتماع في دائرة من دوائر السعادة حيث يجد الأريحية الطبيعية من غير كلفة مما يضمن استمرارية هذا الاجتماع وعدم انقطاعه.
السبب الخامس: التشجيع الذي يجده الفرد من الأسرة في الإنجاز سواءً من الصغير أو الكبير أو معهما جميعًا كلٌ بحسبه.
أخي الكريم إن مثل هذه الأسباب وغيرها مما يماثلها تضمن بإذن الله تعالى تماسك هذه الأسر وبناءها البناء السليم وإذا تماسكت الأسر تماسك المجتمع فصار مجتمعًا مثاليًا في أخلاقه وتصرفاته.
أخي الكريم إن هذا كله يجتمع في صفتين مهمتين لكل أسرة، نريد هذا الواقع الإيجابي وهما:
السبب الأول: التفاهم بين أفراد الأسرة القائم على حرص كل منهم في بناء هذه الأسرة ونجاحها.
السبب الثاني: التغافل عن الزلات وبعض الأخطاء وعدم التدقيق في كل تصرفات قريبك، فإن دائرة التصرفات واسعة وكبيرة وفيها الصواب والخطأ، فالتغافل عن الأخطاء التي يمكن التغافل عنها مطلب كبير لتستمر الصلة بين أفراد الأسرة، وأما الأخطاء الأخرى التي لا يمكن التغافل عنها فتواجه بالتوجيه المبني على الاحترام المتبادل سواءً كان لفظيًا أو عمليًا، والمناسب أيضًا كذلك في توقيته وآليته فبهذين الأمرين التفاهم والتغافل كل في مكانه يكفل بإذن الله تبارك وتعالى نجاح هذه الأسرة وكم كان من الضحايا في الهجر والقطيعة عند بعض الأسر من خلال الإخلال بهذين الأمرين أو أحدهما.
فيا أخي الكريم كن لبنة في بناء أسرتك وكن أيجابيًا في تعاملك وحاول أن تستصحب في كل لقاء مع قريبك بصمة تهديها له ولو بالابتسامة أو التشجيع فهو يفهمها لك ويجعلها سجية من سجاياك فبارك له في أعماله وأظهر له الفرح في إنجازه وكن حيويًا معه في لقائه مما يجعله يحب لقاءك مرات وكرات بل ويتطلب ذلك منك هو فتسود الأخوة في تلك الاسرة.
أخي الكريم بعد هذا التطواف السريع والعاجل أهمس في أذنك مرة أخرى بأن الركيزة المهمة في استدامة التواصل هي التي قال عنها الإمام أحمد رحمه الله تعالى بأنها هي العافية كلها وهي ركيزة التغافل وعدم المحاسبة في كل شيء فإنك بذلك تسلم من كل وجه. أسأل الله تبارك وتعالى لنا جميعا التوفيق والتسديد وصلاح الحال والمآل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.