أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إنها قصة حبي.. اللقاء الأول حين التقيتك عاد قلبي نابضا.. وجرى هواك بداخلي مجرى دمي
علِقت عيناي بجماله فلم أستطع النظر إلا لعينيه، لقد حدثت المعجزة وغادر القمر سماءه ليجالسني، شعور لم أعرفه من قبل، إعجاب مع رغبة في اقتحام عقله وقلبه، لهفة لفهم ما يفكر به، أسئلة تدور في رأسي؛ ترى من هي سعيدة الحظ التي أهداها اسمه؟ كيف يحب؟ هل هو زير نساء كما سمعت عنه؟ ما هي مواصفات المرأة التي تعجبه؟ولكن ما الذي يشده إلي وهو الذي لا يعرف إلا الجميلات! هل سيحبني يومًا؟ متى سيحدث ذلك؟.
كان يتحدث ثم يلتفت ليرى عيني تحملقان به، تراقبان ردود أفعاله، تلاحقان تعبيرات وجهه الجميل، فيختلس النظر إلي في خجل، يتحدث وأنا لا أفهم كل ما يقول، فقدت التركيز، أرد أحيانا، وأصمت أحيانا أخرى، أبتسم فيضحك، وآه من ضحكاته! رجولة لم أرها من قبل، صورة من الخيال دبت فيها الروح، رجل يحمل أصالة الماضي، وحداثة الحاضر، جمع الوسامة والكاريزما والعمق والأناقة، هل هذا حلم أم هي معجزة رب العالمين في جبره! كيف نعتني المقربون بالجميلة سيئة الحظ، وأنا التي أسعدني زماني لأجلس أمام حلمي و أره رأي العين!
للأسف انتهى اللقاء، ليته يطلب مني أن نلتقي مرة أخرى، وها هو ينطق باسمي بنغمات صوته -وهبه الله أحبالًا صوتية تشبه أوتار آلة موسيقية ليست من صنع بشر- تقتلني نبراته وهو يقول: "سوف نلتقي صباح غد"، دعوت الله ألا تظهر الفرحة على وجهي، أن أتلقى الخبر بشكل طبيعي، فباءت محاولاتي بالفشل، وانفرجت أساريري حين سمعت اسمي وكأنني أسمعه للمرة الأولى، فقلت في بالي؛ "ياله من اسم جميل وأنا التي تمنيت طوال عمري أن أغيره، كيف فكرت في ذلك، كم كنت مغفلة!"، احمرت وجنتاي و رقص قلبي، ولكن شُل لساني، أومأت برأسي لأظهر الموافقة، هممت بالمغادرة ومددت يدي لأصافحه، فوقف ومد يده ليصافحني، فضحتني برودة يدي التي صدمت دفء يده، فأدرك ما أردت إخفاءه، أما أنا فتنبأت بقصة حب بطلها فارس أسطوري يقف أمامي ويمسك بيدي..
قد تتشابه الدراما مع الواقع، فتعكس ما نخجل الحديث عنه..
منذ أيام بدأ عرض مسلسل الخائن، وهو النسخة المعربة من عمل درامي تركي يحمل نفس الاسم، تقوم ببطولته الممثلة السورية الكبيرة سلافة معمار، ويقوم بدور الزوج الخائن الممثل السوري قيس الشيخ نجيب، و يحكى المسلسل عن زوجة مثالية طبيبة ناجحة وأم لطفل واحد تنعم بحياة مثالية، ولكن للأسف تكتشف بالصدفة خيانة زوجها، رغم كل ما تقدمه لأسرتها و رغم دعمها وحبها لزوجها إلا أنه و بدم بارد يخونها منذ عامين مع فتاة عشرينية دون أدنى شعور بالذنب.
تدخل الزوجة في صراع مع نفسها، هل تواجه الزوج أم تتحمل مراراة الشعور بالخيانة حتى تمر العاصفة بسلام، وبالفعل حاولت مواجهته ووعدته بأن تعتبر الأمر مجرد نزوة إذا اعترف لها بخيانته، ولكنه رفض الاعتراف ما اضطرها إلى مواصلة الإعداد للانتقام منه، و تمضي الأحداث..
الغريب في الأمر والنقطة التي أود التحدث عنها، هو شعور الزوج بأنه الضحية، وأن زوجته أصرت على فضحه لأنها تعاني أمراضا نفسيا، دون النظر إلى الجرم الذي ارتكبه في حقها وجعلها تتصرف دون وعي منها، و دون النظر أيضا إلى الفرص التي أعطتها له ليعترف بخيانته، ويبدأ الزوح والعشيقة في محاربة الزوجة بكل الطرق الممكنة باعتبارها المجرمة التي دمرت حياة هذا الخائن.
هذا للأسف رد فعل معظم الرجال الذين يفكرون بعقلية الضحية، كشكل من أشكال التجنب والهروب وعدم الاعتراف بالخطأ، بل ويتمادى في الدفاع عن نفسه بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، فيعتبر إهانة المرأة وإفشاء سرها ومحاربتها مجرد أسلحة مباحة لتدمير العدو الذي كان يوما أقرب إليه من أمه وأبيه.
وهكذا يصبح الجلاد ضحية، الأمر الذي يضاعف قدر الأسى، و بطبيعة الحال، ذلك الزوج لم ولن يكون هو الجلاد الوحيد الذي زعم أنه الضحية، و لو تحدثنا على نطاق أوسع، كم من زوجة تعرضت للخيانة دون سبب، نعم فأحيانا يكون للخيانة أسباب، ليظهر المذنب بعدها في صورة الضحية فتتبدل الأدوار و تصبح الزوجة المجني عليها هي الساحرة الشريرة في رواية أحدهم.
لست هنا بصدد تقديم المواعظ والحكم، فنحن جميعا نعرف أن موروث النصائح ما هو إلا كلام ممنوع من الصرف، ولكن أنا هنا لمحاولة مناقشة الأمر لأهميته الاجتماعية، فالخيانة من أشهر الأسباب المباشرة للطلاق، و من أهم أسباب العزوف عن الحب والزواج، وأعتفد أن بداية العودة للطريق الصحيح هي الاعتراف بالذنب، فباعترافك بخطئك مصحوبا باعتذار يليق بالإثم المرتكب فأنت تمهد جسر العلاقة مع الشريك، وقد يحالفك الحظ وتنجح في إعادة المياه إلى مجاريها.
انتظر جديدك من الإبداع والتألق بفارغ صبري جزاك الخالق كل الخير. لك مني أرقى وارق التحيات يا صاحب أرقى الجمل والكلمات. أسعد ربي أوقاتك يا من تسعد أوقاتنا بحروفك المبهرة. ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر. كالعادة إبداع رائع .. وطرح يستحق المتابعة.. شكراً لك، بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير.