أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الإيمان بالرسل: يعني الإيمان بالرسل التصديقَ الجازم بأن لله تعالى رجالاً اصطفاهم من خلقه وأوحى إليهم دينه، وكلفهم بتبليغه للناس وتربيتهم على هديه. فهم بشر خُلقوا لهذه المهمة دون أن يكون لهم من خصائص الربوبية شيء، وقد أمر الله تعالى محمداً وهو آخرهم أن يقول: ﴿ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ﴾[1].
إن رسل الله تعالى هم من خير خلقه فقد عصمهم من الكفر وارتكاب الكبائر، لذا على المؤمن حبُّهم وتعظيمُهم والاعتقاد بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) أفضلُهم وآخرهم وناسخُ جميع شرائعهم، وأن سنته خير السنن وأنها أصل يُستمدّ منه الهدي والشرع مثلُها مثل القرآن.
وأما آثار الإيمان بالرسل على المؤمن فمنها الاقتداء بهم والسعيُ إلى تبوُّء منزلة المقربين منهم.
الإيمان باليوم الآخر: يعني الإيمان باليوم الآخر الاعتقاد الجازم بأن عالمنا سيؤول إلى نهايته في ساعة لا يعلم أوانها إلاّ اللهُ تعالى، ومجيء يوم يبعث الله فيه الناس من قبورهم ليحاسبهم على ما عملوه في دنياهم وينالوا جزاءهم؛ فمن كان منهم مؤمناً صالحا كوفئ بنعيم الجنة ومن كان كافرا فاسقاً عوقب بعذاب النار. يُعدُّ الايمان باليوم الآخر أصلا عظيما من أصول الدين دعا إليه جميع الأنبياء والرسل كما أمر الله تعالى بالإيمان به في جميع الكتب.
قال تعالى متحدثاً عن قيام الساعة وإحياء الناس في يوم القيامة: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾[2]. وقال سبحانه متحدثا عن مصيرهم: ﴿ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾[3].
إن الإيمان باليوم الآخر ليقود العبد إلى الجِدِّ في عمل الصالحات واجتناب المعاصي وعدم السقوط في اليأس ما دام يعلم أنه سيقف أمام الله ليحاسبه على ما عمل. قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[4].
الإيمان بالقدر: يعني الإيمان بالقدر التصديق الجازم بأن الله تعالى قد كتب كل شيء في الوجود وأذن بتحققه لحكمة بالغة لا يحيط بها إلا هو سبحانه.
إن إيمان العبد بالقدر ليتحقق على أربع مراتب حددها علماء الإسلام وفق الترتيب التالي: أولاً: الاعتقاد بأن الله يعلم ما هو كائن، وما سيكون، وما لم يكن، وإذا كان كيف سيكون. قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾[5].
ثانياً: الاعتقاد بأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة[6]. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "أول ما خَلَق الله القلم، فقال: اكتب! قال: ما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء إلى يوم القيامة" [7]. وقال الله تعالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾[8] أي أن جميع أفعال العباد مكتوبة عند الله سبحانه وتعالى ومستورة في اللوح المحفوظ عظيمة كانت أو حقيرة.
ثالثاً: الاعتقاد بأن كل ما في الوجود، خيراً كان أم شراً، شاء الله تعالى تحققه لحكمة يعلمها وحده. قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾[9].
رابعاً: الاعتقاد بأن كل ما قدره الله تعالى سيخرج إلى الوجود. قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[10].
وأما آثار الإيمان بالقدر على المؤمن فمنها طمأنينة النفس وصلاح البال لعلمه أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، ومنها الاجتهاد في الطاعة واجتناب المعصية لعلمه أنه مسؤول عن أفعاله.
تنبيهات مهمة: • هناك أمور ليس للإنسان فيها خيار كخِلقته ورزقه وأجله، وأمور يخير فيها مثل طاعة الله ومعصيته. فالله سبحانه وتعالى يعلم فعل الإنسان في الغيب. فإن اختار الطاعة كتبها عليه في اللوح المحفوظ وإن اختار المعصية قدرها له. قال الله تعالى: ﴿ ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ﴾[11].
• لا يجوز لإنسان التعلل بالقدر على ما ارتكب من المعاصي إلا إذا تاب من ذلك. فقد حاجَّ نبيُّ الله موسى نبيَّ الله آدم (عليهما السلام) فقال: أخرجتنا من الجنة! فقال آدم: لا تلمني على شيء كتبه الله علي. ثم قال (صلى الله عليه وسلم) غلب آدم موسى"[12]. ومحل الشاهد هنا أن آدم احتج بالقدر على المعصية بعد توبته.